نفت تركيا تقارير صحفية عن وفاة مصاب بإنفلونزا الخنازير، وأكدت متحدثة باسم مستشفى اكدينيز باقليم أنطاليا، جنوب البلاد، أن المريض الذي فارق الحياة امس الاثنين لم يكن مصاباً بالفيروس، بعكس ما أوردت الخدمة التركية لشبكة "سيانان".ويأتي النفي التركي بينما تتنفس المكسيك الصعداء في معركتها مع الانفلونزا الفتاكة، التي ربما تكون بصدد التراجع بعد قلق دام 10 أيام أصاب الحياة العامة بالشلل.ولكن ظلت حالات اصابة جديدة بفيروس "اتش1 ان1"، الذي يمزج بين سلالات انفلونزا الخنازير والطيور والبشر، تظهر في أنحاء العالم، ما أبقى على مخاوف من احتمال ظهور وباء عالمي.ودفع الانتشار المتواصل للمرض، بالمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إلى التحذير، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، من أن الانفلونزا "قد تتراجع قبل ان تعود للظهور بقوة لا سابق لها".وقالت ان نسبة الوفيات في العالم تستقر على ما يبدو لكن الفيروس يمكن ان يسبب موجة ثانية من الاصابات من اجل "الثأر". واضافت تشان "اذا حدث ذلك فإنه سيكون اسوأ وباء سيواجهه العالم في القرن الحادي والعشرين". وتابعت "نأمل ان يختفي الفيروس والا سنواجه وباء على نطاق واسع. لا اتوقع ظهور وباء. ولكن اذا حدث ذلك ولم نكن مستعدين له، فإنني اكون قد فشلت في مهمتي".واكدت تشان "افضل ان تكون هناك استعدادات مبالغ فيها على ان يحدث العكس وكان الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أكد أن بلاده تمكنت من "احتواء وباء" انفلونزا الخنازير الذي سبب وفاة 22 شخصاً وإصابة 568 بالمرض، مؤكداً أن "الأسوأ انتهى" بعدما وصل انتشار المرض لذروته. وقال كالديرون في مقابلة مع الاذاعة والتلفزيون المكسيكيين، الاثنين 4-5-2009 "نحن الآن في وضع يسمح لنا بتجاوز" الفيروس "ايه اتش1ان1"، مشيراً إلى أن المكسيك تحركت بسرعة اكبر من الولاياتالمتحدة في الانذار بانتشار المرض.وعرض وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوبا على الصحفيين رسما بيانيا يوضح ان معدل الاصابات في اليلاد التي تمثل مركز تفشي انفلونزا اتش1 ان1، تراجع بشكل كبير من ذروته في 24 ابريل.وقال في مؤتمر صحفي، أمس الأحد إن "دخول المرضى الى المستشفيات قلّ، كما تحسنت صحة المرضى.واظهرت الاختبارات المعملية وجود 590 اصابة في المكسيك حتى الان، من بينها 22 حالة تأكد وفاتها، وهذا يزيد عن حالات الوفاة المؤكدة التي تبلغ 19 حالة والتي اعلن عنها من قبل.وبعد ايام من الفزع والتوقف الجزئي للانشطة الاقتصادية الذي جعل الشوارع هادئة على نحو غريب، بدا الجو في عاصمة المكسيك اكثر هدوءا امس الاحد، حيث غامر الناس بالخروج الى الشوارع على دراجات او ركضا ولم يعد العديد منهم يرتدون اقنعة.ترافق الإعلان المكسيكي مع توقعات أمريكية بإمكان توفير مصل مضاد للسلالة الجديدة للمرض، والانفلونزا الموسمية، بحلول خريف 2009، بحسب ما أفادت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية كاتلين .وتحاول منظمة الصحة العالمية والمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها اتخاذ قرار بشأن ما اذا كانت ستضيف سلالة (اتش1 ان1) الجديدة الى مصل الانفلونزا الموسمية بالنسبة الى النصف الشمالي من الكرة الارضية بحيث يكون جاهزا للتسليم في سبتمبر.وبالفعل، تعكف الشركات على انتاج المصل وتوفيره قبل شهور الخريف مستخدمة مزيجا من 3 من فيروسات الانفلونزا اختيرت هذا العام قبل ظهور السلالة الجديدة.وأمام العلماء 4 خيارات، هي ترك السلالة الجديدة خارج المزيج واستبدالها بالعنصر الخاص بالفيروس (اتش1 ان1)، أو توفير مصل منفصل لانفلونزا الخنازير من سلالة (اتش1 ان1)، إلى جانب إمكانية إضافة السلالة الجديدة الى أنواع أخرى من الانفلونزا، بحيث يصبح المصل الناتج مضادا لاربعة أنواع هي السلالة (اتش1 ان1) المسببة لانفلونزا الخنازير (واتش1 ان1) الموسمية و(اتش3 ان2) والسلالة (بي) المسببة للانفلونزا.علماً ان الوصول الى صيغة المصل يحتاج أشهراً، وينبغي تجديدها كل عام مع ظهور سلالات جديدة من الفيروس الذي يتحور باستمرار.وما زال يجري في انحاء العالم تقصي حالات اصابة جديدة بالفيروس، الذي يجمع بين سلالات انفلونزا الخنازير والطيور والبشر، مؤججاً المخاوف من حدوث وباء.وذكرت منظمة الصحة العالمية ان معاملها اكدت 898 حالة اصابة بالفيروس في العالم، من بينها حالة في ايطاليا، بينما أعلنت السلفادور عن أول حالتي إصابة بالمرض.وتقل تقديرات منظمة الصحة العالمية عن التقديرات القومية التي تعلنها الدول، ولكن ينظر اليها على انها اكثر امانا من الناحية العلمية.وقالت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن الانفلونزا الجديدة امتدت الى 30 ولاية امريكية واصابت 226 شخصا ويبدو انها تصيب في المعظم الاصغر سنا، حيث لم يتم الابلاغ الا عن حالات قليلة جدا بين من تزيد اعمارهم عن 50 عاما.ورأى القائم باعمال مدير المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ريتشارد بيسر ان هناك "علامات مشجعة" على ان السلالة الجديدة ليست اشد مما يشاهد خلال الانفلونزا الموسمية العادية. لكن، رغم ذلك، يتوقع ان يكون للفيروس "تأثير كبير" على صحة الناس وقال في محطة فوكس التلفزيونية "نحن لم نتجاوز المرحلة الحرجة بعد".