لا يخفى على احد العقول والإطارات العظيمة التي تملكها الجزائر هذه الأخيرة أثبتت نفسها في العديد من المرات والمناسبات مشرفتا بذلك الجزائر في المحافل الدولية،غير أن من يعرفون بفئة المخترعين أو المبتكرين في بلدنا تبقى مخفية وغير بارزة أو مدعمة من قبل السلطات إما معنويا أو ماديا وهذا ما أراد أن يوصله لنا واكلي عبد الله وهو مخترع شارك مطلع هذا الشهر في معرض باريس الدولي للاختراعات ليعود من بين أكثر من 80 دولة مشاركة بميداليتين برونزيتين وشهادات تثبت براءة وأهمية اختراع محدثنا.في حديث خص به المواطن تحدث معنا واكلي عبد الله وهو صناعي ومخترع جزائري كل ما يطمح إليه هو ابتكار أشياء جديدة والخروج بها أمام المحافل الدولية لإعلاء العلم الجزائري غير أن ذات المتحدث لم يخفي استياءه الشديد من أولي الشأن في بلادنا الذين على حد قوله "لا يعطون أي أهمية لأمثالنا من المخترعين حتى أننا دائما نكرم ونحظى بتقدير أكبر خارج ديارنا".بدايات عالم الاختراع لدى واكلي كانت حسبه منذ 1998 "عندما اخترعت غرفة الاستنشاق الخاصة بمرضى الربو تلتها سلسلة من الاختراعات مثل المضخات وأنابيبها التي مهما التوت فإنها لا تحدث أي ضرر للمحرك،وكذا نازع المغالق المتعدد الاستخدامات هو الآخر" وغيرها من الاختراعات التي استطاع عبد الله الحصول على شهادة البراءة الخاصة بها.لكن يضيف محدثنا بأن القفزة النوعية التي حققها في حياته والتي أحس فعلا على حد قوله بالنشوة،هي خوضه تجربة المشاركة في مسابقة المعرض الدولي للاختراعات الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس هذا الشهر"لقد قمت بخوض تجربة المشاركة صحيح أنه كانت لدي ثقة بنفسي لكن المعرض كان دولي في بلد أوروبي معروف بعلمه وتقدمه" مضيفا "بعد تقدمي بطلب المشاركة ودراسة ملفي فوجئت بقبولي في المشاركة التي كانت لوحدها شرفا بالنسبة لي وللجزائر".ومع أن مسابقة الاختراعات في معرض دولي ببلد أوروبي متطور وعظيم بتكنولوجياته،ومع أن ذات المعرض أيضا استقطب العديد من المشاركين من مختلف أنحاء العالم –أكثر من 80 دولة- إلا أن إرادة واكلي عبد الله وخوضه المسابقة جعله يفتك المرتبة الثالثة ويتحصل على ميداليتين برونزيتين وشهادتين تثبتان كفاءة ما قدم وعرض،حيث يقول "لقد سررت فعلا عندما تم لفظ اسمي وطلب مني الصعود إلى المنصة لتسلم الميداليات والشهادات".أما عن الأشياء التي شارك بها المخترع الجزائري في فرنسا فقد قال بأنها كانت عصا سحرية مثلما حبذ تسميتها "هي عصا يمكن للمعوق أن يستفيد منها بالدرجة الأولى كونها تسهل عليه التقاط كل شيء وبإمكانه أيضا التحكم في طولها حسب طول مستخدمها،أما بالدرجة الثانية فبإمكان أي متجر أن يستعملها أيضا في إنزال ما يحتاجه من الطوابق العلوية وغيرها من الاستعمالات الأخرى في العديد من المجالات"،أما الشيء الثاني الذي تم عرضه في ذات المعرض فقد كانت فكرة جديدة فعلا من نوعها وهي ربطات العنق الجديدة الصالحة لكل المناسبات "نعني بهذا أنني ابتكرت شكلا مختلفا لربطات العنق بحيث أن كل شخص بإمكانه أن يرتدي ربطة العنق الخاصة بمجال عمله فمثلا الرياضي لديه ربطة ذات شكل رياضي والسياسي أيضا وكذا الفنان " كما يقول واكلي بأن هذا الابتكار من شأنه إعطاء خصوصية أكثر لأي شخص في مجاله زيادة على أسلوب تناسق الألوان ما بين ربطة العنق و المنديل الذي يكون داخل الطقم.وعن الجناح الذي خصص لمحدثنا داخل المعرض وإقبال الزوار عليه رد بأن الإقبال على الابتكار كان عظيما لكلتا الاختراعين "لدرجة أن كل امرأة كانت تزورني كانت تود أخذ ربطة عنق لزوجها" مضيفا "لو كنت قد قمت بصنع كميات مما عرضته لبيعت في تلك الأيام التي شاركت فيها".غير أن المبتكر واكلي عبد الله لم يفوت الفرصة ليشكي حال المبتكر في الجزائر والذي على حد قوله لا يلقى لا الدعم ولا التحفيز "أولا لا تقام هنا المعارض للمبتكرين إلا فترة كل زمن وإن كانت المشاركة فانه لا يتم النظر إلى ما قدم كل ما يتحصل عليه المبتكر عندنا في الأخير هو شهادة مشاركة لا أكثر" ليعلق أيضا "في الدول الأوروبية التي زرتها خاصة فرنسا تقود لجنة مختصة بالإشراف على المخترعين والتعليق على ما قدموه ومن ثم نمر بمراحل حتى تقدم لنا الشهادات لهذا نحس بأن ما قدمناه كان ذا قيمة فعلا للمجتمع".وفي الختام أفصح محدثنا عن مجموعة من الابتكارات التي يهدف هذا الأخير لتطبيقها على أرضية الميدان خاصة منها المتعلقة بميدان الصحة "مثل غرفة الاستنشاق الخاصة بمرضى الربو التي ننتجها ونسوقها حاليا".