قال الجيش الباكستاني إن جنوده يسيطرون حالياً على مواقع مهمة داخل مدينة مينغورا الرئيسية وسط مقاطعة وادي سوات، بينما تظاهر المئات من أنصار الجماعة الإسلامية أمام البرلمان احتجاجا على العمليات العسكرية. وذكر بيان للجيش أن عشرة من مسلحي حركة طالبان باكستان قتلوا خلال معارك دامية في شوارع مينغورا أسفرت أيضاً عن قتل ثلاثة جنود وإصابة ستة آخرين، كما أكد الجيش اعتقال أربعة عشر مقاتلاً من طالبان باكستان. وواجهت فرق من قوات المشاة التي شاركت في قتال الشوارع ما لا يقل عن عشر قنابل محلية الصنع تم إبطال مفعول أربعة منها، في حين لم يتضح ما إذا كان ما تبقى من وسائل تفجير ألحق أضرارا بصفوف القوات أم لا. وقال الجيش إن عملية الاستيلاء علي مينغورا ستكون "بطيئة بشكل مؤلم" حيث تم إخبار الجنود بأن يتجنبوا التسبب في أضرار جماعية حتى إذا تعرضوا لمخاطر. من جهة أخرى، اقتحمت قوات الأمن قرية بيوتشار أحد أهم معاقل طالبان مطلع الأسبوع الجاري، حيث اكتشفت مخابئ ضخمة للأسلحة ومنشأة كبرى لصنع قنابل. كما ذكر البيان أن "عملية سريعة" في منتجع مالام جابا الذي كان يشتهر في الماضي باجتذاب هواة التزلج، أسفرت عن مقتل خمسة مسلحين. وتردد أن أكثر من 1100 مسلح وأكثر من ستين جنديا قتلوا حتى الآن خلال هذه العملية، التي بدأت بعد انهيار اتفاق سلام بين طالبان والحكومة. وقد تسببت موجة العنف المتصاعد في مناطق شمال غربي باكستان في تشريد نحو مليوني شخص خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، 48% منهم أطفال. وتحذر الأممالمتحدة مما تصفها بأزمة إنسانية طويلة الأمد في هذا البلد. وقال مراسل الجزيرة إن موجة النزوح تتواصل من مدن وقرى وادي سوات ودير، وإن مدنا بأكملها باتت شبه خالية. في سياق متصل تظاهر المئات من أنصار الجماعة الإسلامية أمام البرلمان احتجاجا على العمليات في سوات. وطالب المتظاهرون بخروج القوات الأميركية من أفغانستان، ورددوا هتافات وصفوا فيها الولاياتالمتحدة بأنها عدو للإسلام والمسلمين. وألقى زعيم الجماعة كلمة قال فيها إن العمليات العسكرية لن تؤدي إلى حل، وطالب الحكومة بإيقاف هجماتها في الوادي ومقاطعة وزيرستان.