جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما مطالبته لتل أبيب بوقف كامل للنشاط الاستيطاني، مؤكدا أنه على يقين من أن إسرائيل ستدرك أن حل الدولتين يصب في مصلحة أمنها. وأوضح أنه سيستمر في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة، وتأييد هدف إقامة دولة فلسطينية. وفي تصريحات عقب استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول أمس بواشنطن ، أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته في إمكانية إحياء محادثات السلام بالشرق الأوسط لكنه رفض تحديد جدول زمني لإنهاء النزاع بالمنطقة. في الوقت نفسه طالب أوباما الجانب الفلسطيني بوقف ما سماه العنف المضاد لإسرائيل والتحريض المناهض لها، بينما أكد عباس من جانبه التزام السلطة بكل تعهداتها التي نصت عليها خارطة الطريق التي اعتبرها الطريق الوحيد للوصول إلى السلام الدائم والعادل بالشرق الاوسط. وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه طرح على نظيره الأميركي مقترحا للدراسة يتضمن آلية لتطبيق خطة خريطة الطريق. وجاءت زيارة عباس لواشنطن بعد عشرة أيام من استضافة أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي. علما بأن الأخير رفض النداءات الأميركية بوقف بناء المستوطنات بالضفة. وفي تصريحات أدلى بها، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف إن نتنياهو ينوي السماح بمزيد من البناء بما يلائم توسع عائلات المستوطنين. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جددت تأكيدها التزام إدارة أوباما بدعم الحل القائم على الدولتين، وقالت عقب استقبالها أعضاء جمعيات مدنية مصرية إن واشنطن مصممة على المضي في العمل مع جميع الأطراف ومن ضمنهم المصريون لدفع السلام إلى الأمام. كما طالبت كلينتون تل أبيب بالتوقف عن توسيع المستوطنات بدون استثناء، وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط بواشنطن إن الرئيس كان "واضحا للغاية" عندما أكد لنتنياهو أنه يريد أن يرى وقفا للمستوطنات. وأعربت عن اعتقادها أن من مصلحة الجهود المبذولة أن يتوقف الاستيطان, قائلة "هذا هو موقفنا وهذا هو ما نقلناه بوضوح شديد ليس فحسب إلى الإسرائيليين ولكن إلى الفلسطينيين وآخرين, ونحن نعتزم التأكيد على هذه النقطة". من جانبها، قد نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن يكون الهدف من زيارة عباس للولايات المتحدة تقديم "تنازلات" تمس بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة أو التفريط بحق العودة للاجئين. وقال رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي عزام الأحمد إن زيارة عباس "تقليدية إذ أنه من عادة أي إدارة أميركية جديدة أن تبدأ بلقاءات مع قادة الشرق الأوسط". وجاء ذلك بعد ساعات من تصريحات لعلي بركة نائب ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسوريا قال فيها "عباس ليس مفوضاً من الشعب الفلسطيني ولا من الفصائل لتقديم تنازلات جديدة من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وهو رئيس سلطة منتهية ولايته". بدورها اعتبرت الجهاد الإسلامي على لسان القيادي بالحركة نافذ عزام أن مسيرة التسوية لم تحقق أي نتائج للشعب الفلسطيني، وأن الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية مباشرة عن ذلك.