خرج أكثر من ألفي شخص أغلبهم من المهاجرين المسلمين بالعاصمة اليونانية أثينا في مظاهرة سلمية احتجاجاً على تمزيق شرطي للمصحف الشريف قبل عشرة أيام، وذلك بعد أسبوع من مظاهرات مشابهة تخللها أعمال شغب واشتباكات مع الشرطة أدت لاعتقال العشرات. وشارك في مسيرة أمس الأول جماعات يسارية وأخرى مناوئة للعنصرية، وقد تحرك العشرات من الشرطة إلى المكان للمحافظة على النظام ومنع الهاجرين الذين توجهوا إلى مقر البرلمان من التصادم مع مجموعة قليلة من اليمين المتطرف أو ممن يطلق عليهم النازيين الجدد في مكان غير بعيد. وطالب المتظاهرون بمحاكمة الشرطي المتهم بتمزيق صفحات من القرآن الكريم، وقال مغربي يدعى زهري "نريد أن يحاكم هذا الشرطي، وندعو الحكومة لحماية أماكن عبادتنا في أثينا" مضيفاً "لكننا نريد أن نضرب مثالاً جيداً ونتجنب اللجوء للعنف، فالإسلام دين سلام". يُذكر أن الشاب الذي تعرض للحادثة بالعشرين من الشهر الجاري روى للجزيرة نت أنه أثناء قيام شرطي بتفتيشه ضمن حملة للتفتيش عن الهويات، عثر معه على نسخة من المصحف الشريف فقام بتمزيق صفحات منه وألقى به على الأرض ثم داسه بقدميه وانصرف دون أي اعتذار أو أسف، بينما وعد مسؤول قسم الشرطة في المنطقة بفتح تحقيق بالحادثة. من ناحية ثانية تجنبت المنظمات الإسلامية الرئيسية بالبلاد وتلك التي تعنى بشؤون المهاجرين المشاركة في المسيرة، مفضلين اللجوء إلى القضاء بدلاً من ذلك. وقال رئيس منتدى المهاجرين اليونانيين أحمد معاوية "مشكلتنا يمكن حلها بالحوار لا بالمظاهرات" مضيفاً أن القضية الأساسية هي "حقوق المهاجرين في اليونان والتي تتضمن قضايا الدين". كما ذكر رئيس اتحاد المسلمين باليونان نعيم الجادور أن الخوف من العنف المتزايد أبعد كثيرا من المسلمين عن مسيرة الجمعة. وأضاف "لا نرغب في التدخل في السياسة، إن ذلك ليس من شأن الإسلام" مشيراً إلى أنهم قدموا شكوى رسمية ضد الشرطي المتهم. وكان المئات من المتظاهرين خرجوا يوم الجمعة قبل الماضي بمسيرات غاضبة إلى الشوارع بالقرب من ميدان أومونيا الرئيسي، وقاموا بتحطيم واجهات عدد من المتاجر وتدمير بعض السيارات، كما انتزعوا أحجار الأرصفة مما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال عدد منهم. وتبع ذلك بساعات قيام مجهولين بإلقاء قنابل ومواد حارقة داخل مسجد تابع للجالية البنغالية بمنطقة آتيكي وسط أثينا مما أدى لإصابة خمسة مصلين كانوا داخله بحروق وعوارض اختناق. وتقول وزارة الداخلية إن ما بين ثمانين ومائة ألف مهاجر معظمهم من المسلمين يعيشون في البلاد بصورة غير قانونية، بينما تعد أثينا العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد بها مسجد ملائم أو مقبرة لخدمة المسلمين فيها والذين يصل عددهم إلى نحو ثلاثمائة ألف شخص.