اختلف الناس في كيفية المروءة؛ فمن قائلٍ قال: المروءة ثلاثة: إكرام الرجل إخوان أبيه؛ وإصلاحه ماله؛ وقعوده على باب داره. ومن قائل قال: المروءة: إتيان الحق، وتعاهد الضيف. ومن قائل قال: المروءة: تقوى الله، وإصلاح الضيعة، والغداء والعشاء في الأفنية. ومن قائل قال: المروءة: إنصاف الرجل من هو دونه، والسمو إلى من هو فوقه، والجزاء بما أُتي إليه. ومن قائل قال: مروءة الرجل:صدق لسانه؛ واحتماله عُثرات جيرانه؛ وبذله المعروف لأهل زمانه؛ وكَفُّه الأذى عن أباعده وجيرانه. ومن قائل قال: إن المروءة: التباعد من الخلُق الدَّنِيِّ فقط. ومن قائل قال: المروءة: أن يعتزل الرجل الريبة، فإنه إذا كان مريباً كان ذليلاً، وأن يصلح ماله، فإن من أفسد ماله لم يكن له مروءة، والإبقاء على نفسه في مطعمه ومشربه. ومن قائل قال: المروءة: حسن العشرة، وحفظ الفرج واللسان، وترك المرء ما يعاب منه. ومن قائل قال: المروءة: سَخَاوة النفس، وحسن الخلق. ومن قائل قال: المروءة: العِفَّة والحِرْفة، أي يَعفُّ عما حرم الله،ويحترف فيما أحل الله. ومن قائل قال: المروءة: كثرة المال والولد. ومن قائل قال: المروءة: إذا أُعطيت شكرت، وإذا ابْتُلِيت صبرت،وإذا قدرت غفرت، وإذا وعدت أنجزت. ومن قائل قال: المروءة: حسن الحيلة في المطالبة، ورقة الظرف في المكاتبة. ومن قائل قال: المروءة: اللطافة في الأمور، وجودة الفطنة. ومن قائل قال: المروءة: مجانبة الريبة؛ فإنه لا ينبُل مريب؛ وإصلاح المال؛ فإنه لا ينبُل فقير؛ وقيامه بحوائج أهل بيته؛ فإنه لا ينبل من احتاج أهل بيته إلى غيره. ومن قائل قال: المروءة: النظافة، وطيب الرائحة. ومن قائل قال: المروءة: الفصاحة؛ والسماحة. ومن قائل قال: المروءة: طلب السلامة، واستعطاف الناس. ومن قائل قال: المروءة: مراعاة العهود؛ والوفاء بالعقود.ومن قائل قال: المروءة: التذلل للأحباب بالتملق؛ ومداراة الأعداء بالترفق. ومن قائل قال: المروءة: ملاحة الحركة، ورقة الطبع. ومن قائل قال: المروءة: هي المفاكهة؛ والمباسمة.