الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة، ونبذ كل رذيلة، ومن أهم ما جاء به الإسلام لتمييز شخصية المسلم عن غيره الأخلاق والآداب والعقائد والأحكام، والمروءة خلق جليل، وأدب رفيع، تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات. فالمروءة خصلة شريفة، وهي أدب نفساني، تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات.. المروءة صدق في اللسان، واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وكمال في الرجولة، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه. ومن أظهر معالم ومجالات المروءة رجاحة العقل ورزانته، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه »حسب المرء دينه، وكرمه تقواه، ومروءته وعقله«، وقديماً قيل: »عدو عاقل خير من صديق جاهل«. ومنها صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق، ولو كان ذلك الأمر حلالاً، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: »المروءة حفظ الرجل نفسه«، ثم حسن التدبير وإتقان الصنعة من المروءة والأخلاق المحمودة كذلك، لأن الأخرق الذي لا يتقن ما يصنعه مذموم عند الناس »إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه«. وحسن المنازعة، والكرم في الخصومات، فهما من صفات الرجل الحليم ذي المروءة التامة والإيمان الكامل »من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء« (رواه بن ماجه). ومن المروءة اجتناب الأماكن التي تشوبها الريبة والفساد، والابتعاد عنها، لأنها مدعاة إلى تهم الناس، وهذا من أعظم ما يدل على مروءة الإنسان. ومن مظاهرها إصلاح المال، والقيام على الممتلكات بالرعاية والاهتمام، والاستثمار فيما فيه فائدة، حتى يكون المسلم عزيزاً رفيعا لا تذله الحاجة ليريق ماء الوجه من أجلها بالطلب أمام الآخرين، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: »نحن معشر قريش نعد العفاف وإصلاح المال من المروءة«.