يسعى الاتحاد العام التونسي للشغل لتحريك دعوى قضائية لتجريم الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قافلة الحرية، وذلك خلال اجتماعاته المرتقبة مع عدّة منظمات نقابية عربية ودولية. وأكد الأمين العام المساعد للاتحاد عبيد البريكي أنّ الاتحاد سيجند طاقاته لدفع النقابات الدولية لتبني موقف موحد لرفع قضية لدى محكمة الجنايات وإدانة الكيان الصهيوني. وسيطرح الاتحاد هذا الموضوع خلال اجتماعاته مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والكونفدرالية الدولية للنقابات ومنظمة العمل الدولية، في مؤتمرها المقبل الذي سيشارك فيه الاتحاد. وقال البريكي "نحن سنسعى إلى التنسيق بين جميع هذه المنظمات النقابية العربية والدولية لملاحقة المسؤولين الصهاينة وتقديمهم للعدالة الدولية بشتى السبل". وإثر انتهاء الحرب على غزة مطلع عام 2009، شارك الاتحاد –المنظمة النقابية الوحيدة للعمال بتونس- في رفع قضية ضد إسرائيل، مع عدّة منظمات تونسية كالهيئة الوطنية للمحامين. وواجهت إسرائيل وقتها لائحة تهم بخرق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، واستخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة، وذخائر محتوية على اليورانيوم، وتدمير مقرات تابعة للأمم المتحدة. من جهة أخرى حشد الاتحاد العام التونسي للشغل، مساء أمس الأول، آلاف العمال من جميع المحافظات التونسية في مسيرة، هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، احتشدت بشارع محمد الخامس الرئيسي بوسط العاصمة. وردد النقابيون الذين كانوا يرفعون أعلام فلسطين، العديد من الهتافات الغاضبة الداعية للمقاومة مثل "مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، وشعارات معادية لإسرائيل مثل "يا صهيوني يا جبان الشعب العربي لا يهان"، ونداءات ضدّ التطبيع مثل "لا تفاوض لا تطبيع الشعب العربي لا للبيع". وقال الأمين العام المساعد لاتحاد العمال المغاربي عبد المجيد الصحراوي أن هذا التحرك سيظل مستمرا حتى ينتهي الحصار على غزة مشددا على استمرار الضغط على الحكومات من أجل التدخل لفك الحصار. وأضاف أن الاعتداء الهمجي على قافلة الحرية يكشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لمجرمي الحرب الصهاينة في التعامل مع دعاة السلام في العالم.. والآن لا بد من محاسبتهم على هذه المجزرة. وإلى حدّ الآن لم تتخذ الأممالمتحدة قرارات تذكر لإدانة إسرائيل. ورفضت الولاياتالمتحدة إدانة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه إلى غزة الذي يعيش معاناة كبيرة بسبب الحصار. وعبّرت العديد من الأحزاب التونسية عن سخطها من الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل، في حين أشادت بالدور التركي الذي تلعبه في دعم القضية الفلسطينية. ويوم الثلاثاء الماضي نزل أنصار المعارضة وسط العاصمة حاملين الأعلام الفلسطينية والتركية، وهتفوا بعبارات ساخطة على العدوان الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي والصّمت الدولي. ودعت ثلاثة أحزاب معارضة هذا الأسبوع هي الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري، لمحاكمة القيادات العسكرية لإسرائيل بسبب الهجوم على قافلة الحرية.