الدور الأول كان بردا وسلاما على ميلوفان مدرب غانا واتسم بالجدية و الانضباط للنجوم السوداء مليئا باللمسات السحرية من طرف رفاق الهداف بواتينغ الذين وجدوا ضالتهم طيلة المباريات الأربعة المؤداة برجولة و اقتدار، و هذا يعود إلى الخطط التكتيكية التي رسمها المدرب السربي و جسدها نجوم غانا أداء و نتيجة أمام الأمريكان و غيرهم من المنافسين، ها هم الآن في موقع لا يحسدون عليه. وصول غانا إلى الدور ربع النهائي لم يكن وليد الصدفة و لا هدية من طرف المنظمين و إنما جاء ثمرة عمل جاد و واقعي لا يخضع لأي ضغوطات أو تدخلات أو حسابات كما فعلتها بعض الفرق القارية التي خرجت من النافذة المظلمة، مما يجعل الفريق الغاني يدخل ربع النهائي بقيادة (المعلم) السربي "ميلوفان" الذي أكد و بكل تواضع – حسب قوله بأنه جاء إلى المونديال من أجل الإطاحة بالكبار، لا بالصغار و ها هو يؤكد مقولته الشهيرة على أرض الواقع باعثا برسالة مشفرة إلى الفرق الإفريقية بأن المشاركة في المونديال ليست نزهة و إنما (كن، أو لا تكن)، و من خلال ما شاهدناه و تابعناه عبر الشاشات العالمية تأكد بأن غانا بطل إفريقيا و بطل العالم للشباب دخل المونديال الكبير من بابه العريض رويدا و دون تمويه .يوم 11 جوان و أمله هو الظهور بقوة و دون مقدمات أو حسابات حيث لعبت النجوم السوداء بطريقة تكتيكية أبهرت المحللين و دوخت المعلقين و السياسيين و على رأسهم بيل كلينتون الذي تابع مباراة أبنائه الذين غرقوا في أدغال جنوب إفريقيا أمام فريق لا يتعدى عمره ال 21 سنة حيث فجر الغانيون طاقاتهم أمام العمالقة و عرفوا كيف يوظفون طاقاتهم الفنية و البدنية أمام منافسيهم، هذا ما يجعلنا كإفريقيين نقول بأن منتخب غانا صنع الحدث و الفرحة و الفرجة و دون حسابات مسبقة مثلما تفعله المنتخبات الكبيرة على غرار الأرجنتين و البرازيل و إسبانيا لذلك نقولها صراحة و من غير تردد إن منتخب غانا أبدع في الكان و جسد إبداعه ثانية في المونديال و أكد أنه من طينة اللاعبين الكبار على غرار عبد الرزاق و عبيدي بيليه و الغانيون الآخرون ها هو ميلوفان و أشباله يحققون المهم في انتظار الأهم في حوار هذه الظهيرة أمام الأوروغواي في مونديال منديلا 2010 .