لم تكن الفتاة الصغيرة ذات الثلاثة عشر ربيعا تعلم أن ما تقرأه على صفحات الجرائد والمجلات وتشاهده على قنوات التلفاز عن حوادث وقضايا الاغتصاب أنه سيحدث لها في يوم من الأيام ولم يكن يخيل إليها أبدا أن براءتها على موعد مع الغدر و"النذالة". فكل ما فعلته أنها ازدادت حرصا من الغرباء وتنبها للأماكن التي ترتادها والأوقات التي تنزل بها بمفردها ولم تظن ولو لوهلة أن الضربة القاضية قادمة لها من القريب لا من الغريب. هي فتاة رقيقة جميلة شاء حظها العاثر أن تقع فريسة في براثن من لا يرحم فالبداية عندما تزوج من أختها الكبرى وقتها كانت مازالت صغيرة ارتبطت به وأحبته بشدة كأب أو كأخ أكبر لها يحرص ويخاف عليها فهي من عرضه وشرفه ليست فقط لأنه زوج أختها ولكن لأنه ابن عمها وهو أيضا كان يعاملها كطفلة له يدللها ويرعى مصالحها ويخاف عليها. ومرت السنوات سريعا وخلالها كانت قد كبرت وبدت عليها معالم الأنوثة وقتها تحولت نظراته إليها من مجرد أخت إلى أنثى جميلة تتحرك أمامه وهنا بدأ الشيطان في اللعب في عقله ليحوله من إنسان إلى ذئب بشري وأنساه كل شيء من كونها ابنة عمه المؤتمن عليها وخالة أولاده وأخت زوجته وبدأ عقله في رسم سيناريو الخطة الشيطانية التي سيوقع بها الفتاة التي أضحت بين ليلة وضحاها تشغل كل فكره. وفي ذلك اليوم ذهب لها وكانت بمفردها عندما طرق الباب فتحت له بأمان وثقة وهنا أخبرها أن أختها تريدها في الشقة القديمة لتساعدها في بعض الأشياء هناك لم يكن من الصغيرة سوى الابتسامة ببراءة وارتدت عباءتها وهرولت معه إليها. أما هو فقد فرح بشدة من داخله فقد نجحت خطته في استدراجها بكل سهولة ولما لا؟ فالصغيرة وأهلها يعتبرونه كابنهم ويعطونه كل الثقة ولا يتوقعون منه الشر. وما إن دخلت حتى نادت على أختها فلم تجد إجابة ودخلت لتبحث عنها وعندما خرجت إليه لتستفسر عن عدم وجود أختها بالمنزل وجدته يغلق الباب بعد أن قام بإغلاق النوافذ وتوجست الفتاة خيفة بعد أن رأت طريقه نظره المريبة إليها فنظراته كلها طمع وغدر شديدين. في البداية كذبت نفسها وهمت بالخروج ولكن ما إن منعها بقوة حتى أيقنت أن ثمة مكروها سيحدث لها وأنها وقعت فريسة لخدعة ابتكرها ليستدرجها للشقة حتى ينفرد بها وقد اختار المكان الصحيح فالمكان ليس مأهولا كفاية ليسمعها أحد.. فصرخت فيه تذكره بالأصول وأنها ابنة عمه وأخت زوجته ولا يصح أن يسرق عرضه ويخون الأمان ولكن الشيطان كان قد سيطر تماما على عقله وجعله أصم ففعل فعلته ولم يرحم توسلاتها بأن يرحمها وبعد انتهائه انتهزت الفتاة لحظة شروده وهربت وهناك أخبرت أهلها بما حدث لها وسط ذهولهم فقاموا على الفور بإبلاغ قسم الشرطة بالواقعة المثيرة التي تذوب الإنسانية خجلا منها فتم ضبطه.