تضررت العديد من دول العالم من قرار السلطات الروسية بحظر تصدير القمح خلال الفترة من منتصف أوت الجاري، وحتى الأول من ديسمبرالقادم، حيث تعتمد تلك الدول على روسيا إلى حد كبير لتوفير احتياجاتها من تلك السلعة الإستراتيجية، وهو ما ينذر بأزمة وشيكة، إلا أن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أكدت أن ارتفاع أسعار القمح العالمية لم يصل بعد إلى مستوى ينذر بتضخم أسعار الغذاء العالمية رغم صعودها إلى ضعفي سعرها تقريبا في غضون شهرين. وتوقع عبد الرضا عباسيان المحلل الاقتصادي لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة - فاو أن تبقى أسعار القمح مرتفعة ومتقلبة في الأشهر القادمة لكنها لا تنذر بتضخم عالمي مضيفا.. أن الحديث عن تضخم غذائي بالرغم من أن معظم الارتفاع يقتصر على القمح أمر سابق لأوانه قليلا. وتوقع عباسيان تراجع محصول القمح الروسي حوالي 20 مليون طن على الأرجح إلى ما بين 42 و43 مليون طن هذا العام مشيرا إلى أن مؤشر منظمة فاو لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار العالمية لسلة سلع غذائية سيتجاوز في شهر أوت الجاري على الأرجح أعلى مستوى له في خمسة أشهر الذي سجله في جويلية الماضي وأنه سيواصل الارتفاع في فترة الشهرين إلى الثلاثة أشهر القادمة. وأضاف عباسيان.. أن ارتفاع المؤشر في أوت سيكون بسبب الحبوب والسكر والزيوت والدهون النباتية مشيرا إلى أن دولا مثل الهند حيث يشكل الغذاء نسبة كبيرة من مكونات مؤشر التضخم قد تصبح معرضة لتضخم أسعار الغذاء. وقال عباسيان في تصريحات له إنه علاوة على ذلك فإنه إذا استمر سوء الأحوال الجوية في روسيا وامتد إلى منتجين كبار آخرين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع استعدادهم لموسم الزراعة الشتوي فإن إمدادات القمح العالمية قد تكون في خطر في الموسم المقبل لافتا إلى أن هذا الاحتمال ضعيف جدا في الوقت الحاضر حيث يبدو أن الأحوال الجوية باتجاه التحسن في روسيا. وتشير التقديرات إلى أن موجة الجفاف والحر في منطقة البحر الأسود والتي أعلن عن انتهائها في روسيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري أتلفت ربع محاصيلها من الحبوب وجعلتها تفرض حظرا على الصادرات. وفي وقت سابق من الشهر الجاري ارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة إلى أعلى مستوياتها في حوالي عامين مسجلة8.41 دولارات للبوشل بعد صعودها على مدى شهرين بسبب موجة الجفاف في روسيا إلا أنها تراجعت لاحقا إلى أقل من سبعة دولارات للبوشل وبقيت الأسعار أقل كثيرا من مستوى 13.34 دولارا ونصف السنت الذي سجلته في فيفري عام 2008.