أضحت صناعة الحلويات بنوعيها العصري و التقليدي خلال السنوات الأخيرة تجارة رائجة تدر الربح الوفير على محترفيها خاصة في ظل إزدياد المقبلين على ابتياع الحلويات الجاهزة بدل إعدادها في البيت لأسباب تبقى اجتماعية في أغلب الأحيان. و مع وجود الأعياد و تعدد المناسبات السعيدة التي لم تعد تقتصر على فترة الصيف وجدت ربات البيوت ضالتهن عند باعة الحلويات سواء في المحلات أو في البيوت لتصبح هذه الحرفة مع مرور الأيام تجارة قائمة بذاتها تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة اللاتي قررن ولوج هذا المجال و تعلم حرفة صناعة الحلويات. فبين كل ما هو تقليدي كالبقلاوة و العرايش و مقروط اللوز و الدزيريات والمخبز و ما هو عصري يمكن لصاحب الطلب اختيار ما يريد من الحلويات التي أدخلت عليها تعديلات كثيرة في الشكل و المحتوى من خلال استخدام تقنيات مستحدثة جعلت لكل طاهية بصمتها الخاصة التي تعرف بها في هذا الوسط الذي أصبح يعج بالصناع بعد أن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة. ابتياع الحلويات الجاهزة هو الحل بالنسبة للكثيرات خاصة العاملات منهن يتزايد عدد ربات البيوت اللواتي يفضلن اللجوء إلى شراء الحلويات الجاهزة أو تكليف الغير بإعدادها حسب الطلب مبررات ذلك بعدم امتلاك الوقت الكافي خاصة إن كن عاملات. و حول ذلك تقول فريدة التي التقيناها في أحد محلات بيع الحلويات بدالي ابراهيم أنها اعتادت منذ زواجها شراء حلويات العيد من هذا المحل الذي لا يبعد كثيرا عن بيتها و الذي يعرض أنواع عديدة "تتميز بجودتها". و تضيف مبتسمة "لا أفشي سرا إذا قلت بأن حماتي سخرت مني في البداية بحجة أنه من غير المعقول أن نبتاع الحلويات من الخارج مصنفة ذلك في خانة الكسل و عدم القدرة على تحمل المسؤولية غير أنها أصبحت الآن إحدى الزبونات الوفيات لهذا النوع من المحلات". و ترصد فريدة قبل حلول العيد ميزانية خاصة لشراء الحلويات تقدر بنحو 5500 دينار تعتبرها ثمنا بسيطا لشراء راحتها حيث تؤكد "أدفع هذا المبلغ بكل سرور ومستعدة لدفع المزيد في سبيل تفادي هذا العبء الذي يمكن أن يمتد لعدة أيام". غير أن السبب وراء العزوف عن إعداد الحلويات منزليا يختلف عند أمال التي ستتبنى هذا الحل "مضطرة" بعد أن رزقت مؤخرا بتوأميها إلياس و جنان الذين يأخذان كل وقتها ليلا و نهارا رفقة إبنتها البكر حنان التي لا تتجاوز الرابعة.