طالبت باكستان السبت إدارة رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما بوضع حد للغارات التي تشنها طائرات أميركية على منطقة القبائل المتاخمة لأفغانستان. وجاءت الدعوة غداة غارتين جديدتين أوقعتا ما لا يقل عن 22 قتيلا أغلبهم مدنيون بحسب ما أكدت إسلام آباد. واستهدفت الصواريخ منزلين بقرية خليل داور قرب مدينة مير علي شمال وزيرستان ووانا كبرى مدن جنوب الإقليم الخاضع لسيطرة رجال القبائل الذين انتشلوا صباح السبت ست جثث من تحت أنقاض المنزل المستهدف قرب مير علي. ورفض البيت الأبيض مساء الجمعة التعليق على هذا القصف الصاروخي، وهو الأول منذ تسلم أوباما السلطة. وتقول واشنطن إن الغارات الجوية التي تنطلق من القواعد الأميركية بأفغانستان تستهدف عناصر من طالبان باكستان ومن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. وتحدثت الاستخبارات الباكستانية في البداية عن مقتل أجانب بينهم عرب ينتمون للقاعدة, لكن مسؤولين أمنيين وسكانا محليين أكدوا لاحقا سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين ومن بينهم أطفال. وأكدت مصادر أمنية مقتل 22 شخصا بالغارتين الأخيرتين. وقالت إن من بين القتلى ثمانية من أعضاء القاعدة أحدهم يدعى أبو مصطفى المصري. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمني بإسلام آباد قوله إنه لا يعرف ما إذا كان هذا القتيل المصري الجنسية يتبوأ موقعا مهما بالتنظيم أم لا. وتعتبر المناطق القبلية التي تتميز بتضاريس جبلية وتقع على مرمى حجر من الحدود الباكستانية الأفغانية, معقلا لطالبان باكستان وملاذا لعناصر من القاعدة حسب ما تقول الاستخبارات الأميركية.وأصدرت الخارجية الباكستانية السبت بيانا قالت فيه إنها أبلغت الجانب الأميركي بانشغالها العميق لمقتل عديد المدنيين في القصف الجوي الأخير. وجاء بالبيان أنه "مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة, تعبر باكستان عن خالص أملها بأن تعيد الولاياتالمتحدة النظر في سياستها واعتماد مقاربة جديدة ومتكاملة بشأن التعامل مع قضية الإرهاب والتطرف". وأضافت الخارجية في بيانها أنه "لا نزال نرى أن هذه الهجمات تأتي بنتائج عكسية، وينبغي وقفها". ويخشى القادة الباكستانيون من أن تقوض الغارات الأميركية المتواترة وسقوط قتلى من المدنيين, جهودا تبذل لاحتواء الجماعات التي توصف بالمتشددة ومنع تفاقم التطرف بالإضافة إلى زيادة مشاعر العداء الشعبي للأميركيين. ولم تتوقف الاحتجاجات الدبلوماسية سواء في عهد الرئيس السابق برويز مشرف أو الرئيس الحالي آصف علي زرداري على الغارات الأميركية, وهذا أوجد انطباعا بأن واشنطن تستمر في شن الغارات على وزيرستان بموافقة ضمنية من حكومة إسلام آباد. ومنذ أوت الماضي نفذ الطيران الأميركي أكثر من ثلاثين غارة على ما تصفها واشنطن بأنها مخابئ لمسلحين يسعون إلى استهداف قواتها المنتشرة في أفغانستان.