اختار الشاعر السوري نوري الجراح قصيدته (ابتسامة النائم) من ديوانه طريق دمشق 2004 عنوانا لمختارات من أعماله تؤرخ لمسيرته الشعرية عبر نحو ثلاثين عاما، وهذه المختارات يصعب قراءتها بعين تعودت على اليقين الشعري والطرب لجرس الألفاظ في بعدها الظاهري البسيط فالشعر هنا معني بالسؤال ويذهب بعيدا وراء قلق وجودي راصدا ومتسائلا ليؤسس "عمارة شعرية بأفق فلسفي" على حد قول الكاتب السوداني محسن خالد الذي اختار هذه القصائد وقدم لها، ويقول الشاعر في مقاطع قصيدة (شرائط).."لست إلا شخصا مستلقيا في بستان-وميتا مثلما كنت قبلا. ومن قبل محمولا عند أكتاف ومرسلا-أبعد مما... والآن ليس بي خوف ولا شفقة. نفسي إذ تطيع خاطف الضوء تتقلب وتحس وإذ ينزل الوضح تنعس". وتقع المختارات في 385 صفحة من القطع الصغير وصدرت في الجزائر عن منشورات جمعية البيت للثقافة والفنون ضمن مشروع (المكتوب العربي) وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون. وتضم المختارات "الجزائرية" قصائد من مجموعات الجراح الشعرية بداية من عمله الأول (الصبي) الذي صدر في بيروت عام 1982 . وصدرت للشاعر في القاهرة عام 2008 مختارات عنوانها (رسائل أوديسيوس) مع مقدمة للناقد السوري خلدون الشمعة وتصدر له هذا العام في الولاياتالمتحدة مختارات مترجمة إلى الانجليزية عنوانها (صيف تنين) مع مقدمة للشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي. وصدرت للجراح في ابريل نيسان الماضي في طهران ترجمة فارسية لأربع مجموعات شعرية هي (طفولة موت) و/حدائق هاملت/ و/القصيدة والقصيدة في المرأة/ و (الحديقة الفارسية) ضمن مشروع لترجمة مئة شاعر عربي حديث إلى اللغة الفارسية. ويقول الجراح في سطور من قصيدة (حب).. "يوم كنت-يوم كان الصمت أبيض-وصخور البحر صبح هارب... يوم أحمل على حياتي حملة شخص يشق نهاره بالفأس-يوم كنت-يوم وصلت متأخرا وصرخت في المطلع-ورأيتك غائمة في الصور. يوم أكسر العاصفة وأبذرها في تراب الممر."