أثار مسلسل "الجماعة" الذي تدور أحداثه حول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، ردود فعل غاضبة في الأراضي الفلسطينية حيث يعرضه تلفزيون فلسطين، وذلك بعد الضجة التي أثارها خلال عرضه في شهر رمضان الماضي على شاشة التلفزيون المصري. ووفقا لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن بث المسلسل جاء لدوافع سياسية محضة تتناقض مع الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية في الوقت الذي تستأنف فيه الجهود لتحقيق تلك المصالحة. وقال الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حركة حماس البرلمانية للصحيفة إن عرض المسلسل يشوه تاريخ الإخوان المسلمين "ويجافي أدنى مستويات الموضوعية والحيادية في تلفزيون السلطة (الفلسطينية)، ويدلل على التوجهات الحقيقية لهذه السلطة". وأضاف أن عرض المسلسل يدلل على أن "سلطة رام الله ليست فقط غير جاهزة للمصالحة، بل إن من مصلحتها إبقاء حالة الانقسام".في المقابل، رفض المدير العام لتلفزيون فلسطين أحمد حزوري هذه الاتهامات، ونفى وجود أي اعتبارات سياسية وراء بث المسلسل. وقال إن تلفزيون فلسطين عرض مسلسل الجماعة لأنه عمل درامي، و"تم التعامل معه من منطلق مهني بوصفه مسلسلا يحقق نسبة مشاهدة عالية لتلفزيون فلسطين" التابع للسلطة الفلسطينية، مضيفا أن عرض المسلسل "لقي إعجاب الكثير من المشاهدين، وهذا ما يشكل المعيار المهني الذي نلتزم به". واستهجن مدير تلفزيون فلسطين الضجة المثارة، موضحا أن "الإخوان" بوصفها حركة سياسية يتوجب أن يوضع تاريخها تحت المجهر. وكانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد هاجمت المسلسل لدى عرضه في التلفزيون المصري وقنوات فضائية أخرى قبل أشهر، واعتبرته صفقة أمنية لتشويه سمعتها قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري.