تعتقد بعض الأمهات أن أدوية مكافحة السعال والبرد المتاحة في الصيدليات والتي يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبية، وسيلة سهلة ومريحة لتخفيف أعراض نزلة البرد لدى الصغار وتجنب زيارة عيادة الطبيب. لكن هذه النوعية من الأدوية في الحقيقة يمكنها أن تسبب مخاطر شديدة للأطفال الصغار. وقد سبق أن نصحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بعدم إعطاء أدوية السعال والبرد للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، علماً أن الأبحاث لا تزال مستمرة حول ما إذا كانت هذه الأدوية مناسبة للأطفال الأكبر سناً أم لا. هنا مجموعة من النصائح العملية يقدمها قسم طب الأطفال في مستشفى مايوا كلينيك في ولاية مينيسوتا الأمريكية على طريقة الأسئلة والأجوبة. - لماذا القلق من أدوية السعال والبرد على الأطفال؟ يعود سبب التحذير من أدوية السعال والبرد المتاحة في الصيدليات من دون وصفة طبية إلى كونها لا تعالج سبب إصابة الطفل بنزلة البرد، كما أنها لا تعجل بذهاب الأعراض، وإنما تسبب أعراضاً جانبية مزعجة قد تتضمن زيادة معدل ضربات القلب، والإصابة بالتشنجات. ولهذا السبب أوصت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية بتجنب استخدام أدوية السعال والبرد لعلاج نزلة البرد لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. - هل تعد هذه الأدوية آمنة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين؟ لا يزال الخبراء في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يدرسون مدى سلامة هذه الأدوية للأطفال الأكبر سناً. إنهم لا يحبذون التهافت عليها وإنما ينصحون الأمهات بالتدقيق في الوصفة المرفقة مع الدواء، والالتزام تماماً بالتعليمات المدونة، وضرورة مراعاة عدم إعطاء الأطفال نوعين من الأدوية يحتويان على المكونات المنشطة نفسها، مثل مضادات الهيستامين، ومزيلات الاحتقان أو مسكنات الألم، حيث إن الإفراط في تناول تلك المكونات من الممكن أن يؤدّي إلى مخاطر فرط الجرعة. - ماذا عن المضادات الحيوية؟ يمكن استخدام المضادات الحيوية لمكافحة الالتهابات البكتيرية، إلا أنه لا لزوم لتناولها في حالة الإصابة بالفيروسات التي تسبب نزلات البرد، لأنها ليس لها أي تأثير عليها. فإذا كان طفلك يعاني نزلة البرد، فلن يساعده المضاد الحيوي على الإطلاق. ومن المهم أيضاً أن نتذكر أن الإفراط في تناول المضاد الحيوي، يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وقد يصبح جسمه مقاوماً للمضادات الحيوية في المستقبل. - هل تساعد الأدوية المتاحة في الصيدليات على علاج نزلات البرد؟ لا ينصح الخبراء بإعطاء الإيبوبروفين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور أو المصابين بالجفاف أو القيء المستمر. كما أنهم لا ينصحون بإعطاء الأسبرين لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، لأنه يرتبط بأعراض "متلازمة راي" الذي يعدّ مرضاً نادراً ولكن احتمالات الوفاة بسببه واردة. كما أنها لا ينصحون أيضاً بإعطاء الأدوية العشبية أو البديلة من دون استشارة طبيب الأطفال. ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن بعض الأدوية مثل اسيتامينوفين (تايلينول وغيرها) أو الإيبوبروفين (أدفيل، موترين وغيرها) يمكنها أن تخفض من الحمى وكذلك من آلام التهاب الحلق أو الصداع. إلا أنه في كل الأحوال ينبغي الالتزام بالتعليمات المدونة في الوصفة المرفقة مع الدواء. - كيف أستطيع مساعدة طفلي على التحسن؟ ليس هناك علاج لنزلات البرد، ولكنك تستطيعين التخفيف من آثارها على الطفل المصاب من خلال النصائح التالية: * تقديم السوائل: مثل الماء والعصير والحساء، فكلها من الممكن أن تساعد على تخفيف الاحتقان. * تشجيع السعال: ربما تفاجأ بعض الأمهات بهذه النصيحة، ولكن السعال يساعد على طرد المخاط من الشعب الهوائية. وفي حالات نوبات السعال القوية، يمكن للأم أن تضع طفلها في حضنها، وتمّيله نحو الأمام بزاوية 30 درجة، وتربت على ظهره بلطف، حيث يساعده هذا الوضع على تحمل شدة السعال. * استخدمي المحقنة: تساعد المحقنة الخاصة بالأطفال على شفط المخاط من الأنف، وهذا من شأنه أن يخفف من الاحتقان، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الالتزام بتعليمات استخدام المحقنة المدونة على ظهر العلبة. * ترطيب قنوات الأنف: وذلك من خلال تشغيل جهاز ترطيب الهواء في الغرفة التي فيها الطفل لمنع نمو العفن، وكذلك تغيير المياه يومياً واتباع إرشادات التنظيف التي حددتها الشركة المصنعة للجهاز. كما يفيد استنشاق بخار الدش الساخن في ترطيب الحنجرة، وكذلك استخدام قطرات الأنف المالحة، لأنها تخفف من سماكة المخاط الأنفي، ما ييسر على الطفل التنفس. * تهدئة التهاب الحلق: بالنسبة للأطفال فوق سن 4 سنوات، تساعد الغرغرة بالماء المالح، أو مص الحلوى الصلبة، أو أدوية السعال على تهدئة التهاب الحلق. كما يعد العسل وسيلة فعالة لتخفيف السعال الناتج عن التهاب الحلق. وينصح في حالات التهاب الحلق باستخدام العسل بمعدل نصف ملعقة شاي (2.5 مل) للأطفال من سن 2 إلى 5 سنوات، وبمعدل ملعقة صغيرة (5 مل) للأطفال من سن 6 إلى 11 عاماً، وبمعدل ملعقتي شاي (10 مل) للأطفال من سن 12 سنة فما فوق، مع ضرورة الانتباه إلى أن العسل يجب ألا يعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام. * التشجيع على الراحة: ينبغي أن يستريح الطفل المصاب بنزلة البرد في المنزل وضرورة عدم إرساله إلى المدرسة، خاصة إذا كان يعاني الحمى أو السعال الشديد، لأن ممارسة الأنشطة وهو مريض لا تساعده على التحسن.