اجتمعت الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية الأربعاء بالمقر الجديد ببوشاوي لمناقشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد بحضور نحو 32 ممثلا عن ولايات الوطن. وأكدت الكونفدرالية العامة في بيان لها أصدرته بعد الاجتماع، أن اللقاء قد تم من خلاله مناقشة الاستثمار في الجنوب والطرق اللازمة لتعزيز فرص العمل فضلا عن دور البنوك ودورها في المشاركة الفعّالة في إثراء النقاش وتواصلها مع الشباب من ذوي المشاريع المصغرة. وكان الوزير الأول، عبد الملك سلال، قد أصدر تعليمة الخاصة بشباب الجنوب وهذا على خلفية الحراك الذي عرفته هذه المنطقة، حيث تسمح تعليمة سلال بالتشغيل في الجنوب لكل من يرغب في الاستثمار في منطقة الجنوب، بالاستفادة من قروض بدون فائدة مع رفع نسبة التمويل إلى 100 من المائة حتى وإن كان المستثمر قادم من ولايات الشمال. كما أن التعليمة الجديدة التي أقرها الاجتماع الوزاري المشترك الذي ترأسه الوزير الأول عبد الملك سلال، منتصف شهر مارس الماضي، مع عدد من القطاعات الوزارية، تحمل في طياتها أبعادا اجتماعية واقتصادية هامة، على غرار تنشيط العمل في الجنوب الجزائري، في إطار انشاء مؤسسات مصغرة عبر الهياكل الموجودة ك ''أونساج'' و''كناك''، والتي ستقوم بتمويل جل المشاريع التي يطلبها الشاب في الولايات العشر الجنوبية، وهي غرداية وبسكرة والوادي والأغواط بالإضافة إلى أدرار وورڤلة وتمنراست وإيليزي، تندوف وبشار، حيث استفاد الشباب المقيم في هذه الولايات من عدة امتيازات أهمها التمويل دون فائدة، والأولوية في منح المشاريع في الصفقات العمومية التي تطرح في السوق، بالإضافة إلى امتيازات أخرى تستفيد منها هذه المؤسسات المصغرة. هذا إلى جانب أن تعليمة الوزير الأول والتي صدرت بصيغة "استعجالية" لامتصاص غضب شباب الجنوب المحتج، سمحت للشباب القاطنين في الولايات الأخرى على غرار الهضاب العليا والشمال، من التوجه إلى المناطق الجنوبية من أجل تعميرها وإنشاء مؤسسات مصغرة في إطار أنماط الدعم المقدمة من طرف الدولة، حيث ستمكنهم من الاستفادة من هذه الامتيازات الممنوحة كغيرهم من إخوانهم في الولايات الجنوبية، كما أن الحكومة ستعمل على دعم شباب الجنوب في الدخول والانضمام إلى سوق العمل بقوة، وفي نفس الوقت تعمل على تعمير المناطق الجنوبية وتنشيطها، خاصة وأن هذه الأخيرة تعد القلب النابض للجزائر في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث أن هذه القروض من شأنها تشجيع الشباب الراغب في الاستثمار بالجنوب في كل المجالات، خاصة وأنها لن تحمل فائدة بنكية.