أكد المحلل السياسي محمد لعقاب ل"المستقبل العربي" أنه منذ إعلان مرض الرئيس بوتفليقة (الذي تمنى له الشفاء العاجل والتعافي أكثر) والجزائر تشهد أجواء رئاسيات 2014 من الناحية الذهنية، لكن من الناحية العملية لا يوجد أي دليل يؤكد أن هناك إرهاصات تنافس على كرسي المرادية وظهور بوادر السباق نحو هذا الاستحقاق الهام، "بل كل ما يحدث حاليا هو مجرد إعلان نية الترشح من طرف بعض الشخصيات على غرار بن بيتور، موسى تواتي وزغدود وغيرهم ممن يتوقون لدخول الغمار. والنية شيء والواقع شيء آخر لأن القضية لا تكمن في الرغبة وإنما الكلام على موضوع الرئاسيات يكون بعد أن تتمكن هذه الشخصيات من حصد 75 ألف توقيع للترشح ولا يمكن قول أي شيء قبل توفر هذا الشرط القانوني". وأوضح لعقاب أن الشخصية الأقرب للفوز بالرهان والوصول إلى سدة الحكم هي الشخصية التي لا تكون مثيرة للجدل لا على المستوى الداخلي ولا الإقليمي أي تكون مقبولة على جميع المستويات وتكون أجنحة النظام وأغلب التيارات والأطراف الفاعلة داخليا وخارجيا على الأقل راضية عنها وغير رافضة لها، فالمترشح الذي توفر فيه هذا الشرط – يقول محدثنا- هو الرئيس المقبل للجزائر "لأن دخول غمار الانتخاب المنتظر بلون إديولوجي وسياسي معين وواضح لا يمكن أن يأتي بنتيجة ويكون مآل صاحبه الفشل والإقصاء، والنجاح دون شك سيكون من نصيب الشخصية التي تلج المنافسة الرئاسية بلون سياسي وإيديولوجي غير محسوب على جهة محددة بمعنى ألا تترشح باسم التيار الإسلاموي البحت، أو التيار الوطني أو الديمقراطي ويعلن معاداته للتيارات التي لا ينتمي إليها بل يجب أن يجمع بين جميع هاته الألوان ليكون مقبولا من الجميع، حيث ستصوت عليه الأغلبية الساحقة من الناخبين وإذا وصل للحكم في هذه الحال لا تحدث أي خلافات ونزاعات ربما تصل إلى الشارع ومن ثم إلى فتنة وحتى حرب أهلية مثلما يحدث اليوم في مصر التي تعيش اليوم أحداثا دموية سببها الرئيسي هو وصول الرئيس المعزول مرسي إلى الحكم باسم التيار الإسلامي الاخواني البحت". *"حظوظ الاسلامويين مرهونة بالشخصية التي سترشحها" وعن حظوظ التيار الاسلاموي بالجزائر خلال الاستحقاق القادم أكد لعقاب أنه من السابق لأوانه القول بأنه سيكون لهذا التيار حظوظ أو دور كبير خلال الرهان المقبل لأن القضية متعلقة مباشرة بالشخصية التي ستمثل هذا اللون وليس التيار في حد ذاته، "فحظوظ الاسلامويين مرهونة بمن سترشح، وهل قادرة على التعبئة الشعبية أم لا؟"، موضحا في هذا الاطار أن الشخصيات التي تتوفر فيها الشرط المذكور على سبيل المثال زعيم حمس عبد الرزاق مقري أو رئيس حزب تاج عمار غول اللذان يملكان – حسبه- قاعدة نضالية عريضة وبإمكانهما تحقيق التعبئة الشعبية الكبيرة، لكن هذا لا يعني أن التيار الاسلامي بإمكانه حسم السباق لصالحه ما دام أنه خاض الرهان محسوبا على جهة معينة دون غيرها من الأطياف الموجودة في الجزائر".