لم يتأخر علماء البلاط، و أهل إفتاء تحت الطلب من هدر دم القذافي بسرعة، وإهدار دم الرئيس الشهيد صدام حسين، وإهدار دماء المسلمين في عديد البلاد العربية والإسلامية، بل ورفع بعضهم لواء الجهاد في ليبيا وفي سوريا، وسيرفعونه قريبا في الأردن كما سيرفعونه في بلدان عربية أخرى حين يحين دورها دون حرص على دماء المسلمين التي يعد هدرها أعظم من خراب الكعبة، ولكن لم يستطع هؤلاء الخروج بفتوى سريعة تضاهي السرعة التي أهدروا بها دم العقيد القذافي، بل وعجزوا حتى أن يخرجوا على المنابر ويقولون "للنتن ياهو "ومن معه " تفوه عليكم" ، والظاهر أن الفتوى لو قدر لها أن تخرج ستكون بعد أن ينهي جيش الصهاينة المذبحة، ليصعد علماء البلاط المنابر، ويرفعون الأكف بالدعاء عاليا عسى الأرض تهتز من تحت أقدام الصهاينة وتبتلعهم، أو عسى الطير الأبابيل تأتي من أقصى الشرق لترمي لقطاء الأرض بحجارة من سجيل، ولكن لا الأرض ستزلزل زلزالها، ولا الطيور الأبابيل سترمي سجيلها ، حتى وان فعلت ستكون حجارة من سجيل على أعراب العرب، وحتى ولو زلزلت ستهتز تحت عروش سلمت رقاب الشعوب العربية وفتحت بلدان العرب والمسلمين للأقدام النجسة، ولن تكلف حتى طيور الزرزور نفسها لتدافع عن بلدان عربية مات فيها حتى الشرف، لقد كان القذافي طاغية، وكان مبارك كذلك مثله مثل زين الهاربين، ومثله مثل الكثير من الحكام العرب، بل ومثلهم مثل الكثير من الشعوب العربية الطاغية، ولكن ثمة دعاة أيضا طغاة يقفون على أبواب جهنم، دفعوا خيرة شباب المسلمين للموت في سبيل إهدار دم بعضهم البعض.