طالب الاتحاد الوطني للتجار و الحرفيين الجزائريين وزارة التجارة بإلغاء القرار الخاص بمنع دخول الشاحنات التي تزيد حمولتها عن 5.2 طن نهارا والمتوجهة نحو سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار بحي "كازناف" ، بعد بداية تطبيقه نهاية الأسبوع الماضي، لما له من تداعيات خطيرة على أسعار السلع و التي بدأت أسعارها في الارتفاع منذ الساعات الأولى بعد تطبيق القرار و حذر صالح صويلح الأمين العام لاتحاد التجار في تصريح ل "لمستقبل العربي" من كارثة أسعار تلوح في الأفق خاصة و نحن في فصل الشتاء الذي يتميز بزيادة الطلب على البقوليات، متوقعا زيادة غير مسبوقة في الأسعار"إذا لم يعاد النظر في القرار فإن أسعار الباقوليات و السكر سترتفع بأكثر من 50 بالمائة خلال أقل من أسبوع"، بسبب نفاذها وهذا راجع إلى نفاذ السلع من جل محلات تجار التجزئة عبر الوطن، وقال صويلح "قرار الوزارة غير مدروس ولم يأتي في الوقت المناسب، و إذا كانت أسعار السلع ارتفعت ب 10 بالمائة في يومين فانظروا الأعظم خلال أيام البرد و الصقيع" ، وطالب المتحدث وزارة التجارة بالتدخل السريع و تقديم البدائل من أجل انقاذ المواطن من "شبح أسعار الباقوليات عشية فصل الشتاء"، و أضاف صويلح " ليس مقبول من الحكومة إيقاف نشاط سوق يعدّ حلقة أساسية في تموين المواطنين بمختلف المواد الغذائية على غرار الحبوب الجافة والسكر بدون تقديم بدائل، و في هذا الصدد أشار المتحدث إلى أن البدائل التي قدمتها هيئة بن بادة لا تفي بالغرض ، سواء سوق السمار بسوق الخروبة بولاية بومرداس الذي تبلغ مساحته 17 هكتار ويضم 549 محل تجاري ، أو سوق الحراش الذي يحتوي على 130 محل فقط. ، فكلا السوقين لا يمكن أن يستوعبوا عدد تجار سوق السمار و الذي فاق عددهم 800 تاجر منهم مصدرين. و تابع 'الجميع يقف مع القانون وتنظيم حركة المرور، لكن لا يجب أن يتمّ ذلك من دون أي دراسة مع التجار والاتحاد، لإيجاد صيغة لتنظيم حركة المرور في سوق الجملة وجسر قسنطينة ككل، لأن منع الشاحنات يعني بالضرورة غلق المحلات''. و حذر صالح صويلح من دخول التجار في إضراب مفتوح، وتصعيد لهجة الاحتجاج، و قال " إضراب تجار الجملة أخطر من أي إضراب وهو هاجس يخيف الجميع، من تجار وسلطات ومواطنين، والوزارة مطالبة بمراجعة القرار وإلغائه لمنع أي انزلاق خطير، وتلاعب بجيب المواطن، الذي يبقى، في الأخير، المتضرّر الأول من أي ارتفاع في الأسعار للمواد التي يستهلكها يوميا، ولا يمكنه الاستغناء عنها، و من جهة أخرى أشار المتحدث إلى رد فعل الشباب و المراهقين الذي كانوا يسترزقون من هذا السوق كحمالين و الذين لا يستطيعون مزاولة مهنتهم في الليل، ومثل هذا القرار يقضي عليهم، ويمكن أن يقود إلى فوضى عارمة يصعب التحكم فيها.