شهدت ولاية غليزان في السنوات الأخيرة توسعا ملحوظا في زراعة الأشجار المثمرة لا سيما بالمحيطات المسقية والمناطق الجبلية التي بدأت تشهد توسعا لهذا النشاط. وتأتي أشجار الزيتون والحمضيات في صدارة زراعة الأشجار المثمرة نظرا للمردود المالي الذي تدره والدعم المتعدد الأشكال الذي تقدمه الدولة لتشجيع المزارعين على الإقبال على تكثيفها وتطويرها، وتتربع زراعة الزيتون والحمضيات على مساحة 8895 هكتارا ما يعادل 42 بالمائة من المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة المقدرة ب 20940 هكتارا لتكون بذلك في مقدمة هذه الشعبة استنادا إلى مديرية المصالح الفلاحية، ويذكر أن زراعة الزيتون بالولاية لم تكن تتجاوز مساحتها قبل عشر سنوات 3460 هكتارا وقد تضاعفت بفضل مشاريع التجديد الريفي وتوفير الدعم للقطاع الفلاحي والرفع المستمر لحجم المياه المخصصة للسقي انطلاقا من سدود المنطقة. وقصد توسيع أكثر لهذه الزراعة التي تحظى بإقبال كبير من طرف الفلاحين استفادت الولاية من برنامج لغرس 15 ألف هكتار من البساتين الجديدة برسم المخطط الخماسي 2010-2014 ينفذ تحت إشراف كل من مديرية المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات. ويتم انجاز هذا البرنامج على مستوى 47 منطقة مؤهلة لمثل هذه الزراعات لاسيما بالمحيطين المسقيين "الشلف السفلي" و"مينا" اللذين يخصص لها سنويا حوالي 60 مليون متر مكعب من المياه انطلاقا من سدي "سيدي امحمد بن عودة " الواقع بالبلدية التي تحمل نفس الإسم جنوب غرب الولاية و"قرقار" بدائرة وادي ارهيو بأقصى شرق الولاية، كما يجسد عدد من مشاريع هذا البرنامج بالمناطق الجبلية لتمكين القاطنين بها من مداخيل اضافية إذ شرع في شهر أكتوبر الماضي في غرس 1106 هكتارا بأشجار الزيتون معظمها يقع بمناطق جبلية ببلديات منداس ودار بن عبد الله وزمورة وحد الشكالة والرمكة وعين طارق وعمي موسى. ويستفيد من هذه الغراسات أكثر من 1200 عائلة حسب محافظة الغابات التي أشارت إلى أنه تم لهذا البرنامج توفير أزيد من 165 ألف شجيرة من مشاتل الولاية التي تفوق طاقتها 200 ألف شجيرة زيتون في السنة. وللإشارة فقد سمحت بساتين الزيتون بالمنطقة والمتشكلة من صنفي "سيغواز" و"سيفيانا" بتحقيق إنتاج خلال الموسم الفلاحي السابق تجاوز370 ألف قنطار وبمردود متوسط قدر ب 50 قنطار في الهكتار. ويوجه معظم إنتاج الولاية لأغراض التصبير والقليل منه يحول إلى زيت حسب مديرية القطاع التي أبرزت أنه في الموسم المنصرم تم إنتاج 200 16 ألف لتر من زيت الزيتون، أما فيما يتعلق بزراعة الحمضيات فقد تدعمت الولاية في الخمس سنوات الأخيرة بغرس أزيد من 400 هكتار سمحت بمضاعفة بساتين هذه الشجرة المثمرة من جهة وتعويض المساحات التي تقلصت بفعل الإهمال والتلف، وتنجز الغراسات الجديدة لمختلف أصناف الحمضيات بالأراضي المسقية، حيث يستفيد الفلاحون الناشطون بها من مختلف أنواع الدعم المخصص من طرف الدولة لهذه الشعبة ويشمل اقتناء الشتلات وانجاز الأحواض المائية علاوة على المرافقة خلال كل مراحل الغرس بداية من تحليل التربة ومعرفة مدى ملاءمتها لهذا النوع من الأشجار إلى غاية المتابعة التقنية لنموها حسبما أشير إليه. وبفضل هذا الدعم انتقلت زراعة الحمضيات من 3070 هكتارا قبل عشر سنوات إلى 4585 هكتارا حاليا تنتج حوالي مليون و64 ألف قنطار في السنة بمتوسط مردود يقدر ب 210 قنطارا في الهكتار، والى جانب هذه الزراعات يحرص فلاحو المنطقة على غرس مختلف أنواع الأشجار المثمرة الأخرى مثل الكروم والثمار ذات النواة وذات البذرة، وقد توسعت زارعة الكروم من 1040 هكتارا سنة 2000 إلى 1992 هكتارا حاليا ووصل إنتاجها في الموسم الفلاحي الماضي إلى أزيد من 99 ألف قنطار وبمردود متوسط قدر بنحو 60 قنطارا في الهكتار الواحد، أما الأشجار المثمرة الأخرى فتتمثل في 2010 هكتارا من الأشجار المثمرة ذات البذرة و1687 هكتارا من ذات النواة وكذا 1070 هكتارا من أشجار اللوز و602 هكتارا من أشجار التين حيث يقدر الإنتاج الإجمالي السنوي لمجمل هذه الأصناف من الأشجار المثمرة ب 485 ألف قنطار وفق ذات المصدر. للإشارة تمثل مساحة الأشجار المثمرة بالولاية نسبة 7 بالمائة من المساحة الإجمالية للأراضي الفلاحية الصالحة للزراعة المقدرة ب 875 281 هكتارا.