بين الآفة (لان) والآفة (رندو)، حرب باردة وغير معلنة، موضوعها الرئيسي عدم عدالة السلطة في موضوع التزوير، قد تنتهي على طريقة اختلاف اللصوص فيظهر المال المسروق! الأفلان «زاورة» النظام وغطاؤها الذي تتستر وراءه فتغطي عورته، حصل على 220 مقعدا و«تابوري»، والأرندي المعروف باسم التجمع الوطني الديمقراطي حصل على 71 مقعدا، أي مايساوي الثلث فقط، وهي نتيجة ضعيفة مقارنة مع دخول الحزب الذي «ولد بشلاغمو» في أول استحقاقات انتخابية له عام 1997. الأرندي صنيعة من صنائع السلطة في وقت عسير، حاولت به تخطي الأفلان، بعد أن قرر المرحوم عبد الحميد مهري حمل غطائه (لمناضليه) وليس لغيرهم، وهذا الوضع أكسبه فخرا بكونه «زاورة» احتياطية أصحابها أكثر شراهة في الأكل من أصحاب الأفلان! وعندما يقول مسؤول في الرندو، أن النتائج التي حصل عليها حزبه مثيرة للغرابة، لكنها مشرفة وأحسن من الانتصارات المصطنعة، فإن ذلك لايمثل فقط اعترافا ضمنيا بأن مجده صنعه تزوير الإرادة الشعبية كاعتراف التائبين والمغرر بهم أيام عز الإرهاب والعنف، وإنما يمثل أيضا تشكيكا في عدالة الذات السلطوية نفسها في مسألة توزيع التزوير بين أولي المعروف أيضا! فهذا أمر خطير للغاية لأن تلك الذات قد صنفت في كل المجالات من أيام الحرب على الإرهاب (الأعمى والبصير)، الخلائق والجمعيات والأفراد ومثقفين، قبل أن تشرع في تصنيف جديد بين الأقربين هذه المرة، ترزق بموجبه على من تشاء من الأقربين بغير حساب بما فيه الرزق في التزوير وهذا في انتظار أقرب الأقربين!