تشتكي بلدية الحراش من وقوع شجارات يومية وفي شتى المصالح، خاصة منها مصالح الحالة المدنية، التي أصبحت أشهر من نار على علم، في سوء التعامل، سوء استقبال، والأخطاء المتكررة، وتجاهل مصالح المواطنين، بالرغم من الخدمة البسيطة الموكلة لمستخدميها، وقد تزايد استياء المواطنين من وضع هذه البلدية، التي يرتادها في الأيام العادية مئات المواطنين، والآلاف أثناء الدخول الاجتماعي والمدرسي، خاصة في ظل تجاهل المسئولين عليها لتوصيات وزارة الداخلية بالتعامل الجيد والاستقبال الحسن للمواطنين، والتبريرات التي يقدمها كل من تحاول نقل شكواك إليه، لتضيع مصلحة المواطنين تحت ذرائع واهية. فوضى ..وإكتظاظ يصطدم قاصدو بلدية الحراش، ومنذ الوهلة الأولى بفوضى عارمة، كما يتعرضون لسوء المعاملة خاصة بالنسبة للمواطنين الذين يستخرجون شهادات الميلاد الأصلية التي لا تزال الوحيدة على مستوى بلديات العاصمة، إذ ينتظر المواطن البسيط مالا يقل عن ال24 ساعة، كي يحصل على نسخة من شهادة الميلاد التي يريدها، رغم أنه لا يوجد بها عدد معتبر من المستخدمين في هذه المصلحة ، كما هو الحال بالنسبة لبلديات العاصمة الأخرى المعروفة بالاكتظاظ وكثرة المواليد بها على غرار القبة، بن عكنون، الأبيار، وبني مسوس وزرالدة.. والتي تعنى مصالحها البلدية باستخراج شهادات الميلاد الأصلية وفق طريقة تعامل تضمن الراحة للمواطنين، حيث ما على المواطن إلا انتظار سويعات قليلة، وفي يوم الإيداع ذاته، لسحب الشهادة، في حين عمدت العديد من البلديات إلى استخدام الكمبيوتر لاستخراجها في دقيقة واحدة. مسؤولية منعدمة .. وقد وقفنا أثناء زيارتنا للمكتب المعني باستخراج شهادات الميلاد الأصلية، على حالات غريبة ومشاكل بالجملة، يواجهها المواطنون الذين يشكون من لا مبالاة مستخدمي البلدية، وتجاهل مصالحهم، ومن غرائب ما عايشناه، حالة مواطن لم يتمكن من الحصول على شهادة ميلاده الأصلية، منذ 20 يوم، حيث برر المستخدمون ذلك بأن ملفه الأصلي قد مزق، أما مواطن آخر فقد وجد نفسه متزوجا في العام 2017، في حين وجد آخر أنه متزوج وأب ل طفلين، فضلا عن عشرات الأخطاء الكارثية الأخرى، المطبعية منها والكتابية، من قبل مستخدمي المصلحة. كما وقفنا شخصيا على محاولة رفع شكوى نتيجة التأخر المفرط في استخراج شهادة الحالة المدنية الأصلية، والتي وصلت إلى 20 يوم من إيداع الطلب، فبعد رفع الشكوى للمسئولين، وجدنا أنفسنا بين تصريحات متباينة لهم، وكان كل واحد يلقي بنا إلى الآخر، لننتهي إلى مسؤول مصالح الحالة المدنية، وهو يؤكد لنا بأن هناك من المستخدمين من يلجا "للكذب" بقصد رفع اللائمة عن نفسه. مواطنون أمام آذان صماء.. وتبريرات واهية وأكد لنا العديد من المواطنين، أن مستخدمي هذه البلدية وفي الكثير من الحالات يقابلون انشغالاتهم بالإهمال، موضحين أن ما يدفعهم لدخول هذه البلدية المعروفة بسوء معاملة المواطنين، هو أن أبنائهم ولدوا على أراضيها، وهو المشكل الذي يعاني منه مئات الآلاف، خاصة إذا علمنا أن عدد المواليد بمستشفى "حسن بادي" التابع إقليميا لبلدية الحراش، يعد بالعشرات يوميا، ما يفرض على الأولياء اللجوء إلى هذه البلدية، بالرغم من استيائهم من معاملات مستخدميها. ومن جهتهم يشتكي موظفو هذه المصلحة من الضغط الشديد، والعمل المتراكم الذي يجدون صعوبة كبيرة في التحكم فيه، وعلى حد قول أحد هؤلاء الموظفين، يعود سبب الاكتظاظ، إلى نقص الشبابيك والموظفين، والذي يقابله زيادة في عدد السكان بالبلدية مقارنة بالسنوات المنصرمة، وهي حجة تعوّد المواطنون على سماعها كلما أبدوا تذمرا مما يحدث، آملين في قيام السلطات الوصية بالبلدية بالتفاتة لحل هذه المعضلة التي باتت تؤرقهم. تعليمات ولد قابلية للعناية بانشغالات المواطنين غير مطبقة.. وفي سياق آخر، وبالرغم من إصدار عديد التعليمات من طرف وزير الداخلية، الذي أمر فيها المسئولين المحليين بضرورة استقبال المواطنين بشكل يومي، والاهتمام بانشغالاتهم، إلا أن هذه التعليمات لم تلق أي استجابة ولم تطبق على مستوى بلدية الحراش، حيث لم يغير المسئولون الإداريون على مستوى هذه المصلحة، شيئا من أساليبهم وعقلياتهم التي يعتبرها المواطنون بيروقراطية. وفي محاولة منا للاتصال بالمسئولين على البلدية، لنقل انشغالات المواطنين في مختلف مصالح الحالة المدنية، خاصة مكتب شهادات الميلاد الأصلية، وجدنا الأبواب مغلقة في وجوهنا بمبررات واهية، تفرض علينا استحضار بطاقات مهنية حتى نحظى باستقبال ويتم الاستماع لانشغالاتنا، ما يدل على أن المواطن البسيط في مكاتب الحالة المدينة لهذه البلدية لا يملك سوى الصبر والرضي بالإهانات والإزعاجات التي قد يتعرض لها، مقابل تلقيهم لخدمات المصلحة "السيئة" بحسب ما وقفنا عليه وأكده عشرات المواطنين . غير أن بعض المواطنين الذين قابلناهم على مستوى البلدية،عبروا لنا عن أملهم في قيام رئيس المجلس الشعبي البلدي الجديد الذي تم تنصيبه مؤخرا، بتحرك من أجل رد الاعتبار للمواطنين والعناية باستقبالهم وخدمة مصالحهم وانشغالاتهم اليومية، والانتقال إلى مستويات أعلى في خدمة المواطن البسيط وتحسين علاقة الادارة والبلدية به، وتحقيق شعار "من الشعب وإلى الشعب"، وبلوغ مستويات أرقى من الخدمة العمومية تكفل للمواطنين الراحة والكرامة، بعيدا عن الأساليب البيروقراطية والعقليات التقليدية في التعامل الانساني.