أقال رئيس الوزراء الباكستاني راجا برويز أشرف حكومة حزبه في إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد، استجابة لمطالب محتجين غاضبين بسبب هجوم على الشيعة الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل العشرات، ووصف بأنه أكثر الهجمات الطائفية دموية، وقال رئيس الوزراء للتلفزيون "إنها مأساة وطنية والأمة كلها في حداد"، وجاء القرار مع اكتساب مطلب الأقلية الشيعية بإقالة الحكومة الإقليمية في بلوشستان، التي وصفت بأنها "عاجزة"، تعاطفا وتأييدا وزخما غير مسبوق في جميع أنحاء البلاد، كما طالب وزير حقوق الإنسان مصطفى خوخار بإقالة قائد الشرطة وقوات حرس الحدود شبه العسكرية المسؤولة بشكل أساسي عن الأمن في الإقليم، وقال خوخار "إن الحكومة تقاعست على نحو يرثى له عن حماية حقوق المواطنين"، وكان الآلاف من الشيعة قد نظموا اعتصاما وسط عشرات من جثامين الضحايا التي وضعت في أكفان في عاصمة الإقليم كويتا منذ يوم الجمعة الماضي ، احتجاجا على تفجيرين متزامنين وقعا قبل ذلك بيوم واحد وأسفرا عن مقتل 125 شخصا معظمهم من طائفة الشيعة الهازارة، وعقب الإعلان عن قرار الإقالة، فضّ الشيعة اعتصامهم الذي استمر ثلاثة أيام في الساعات الأولى من صباح أمس وتحركوا لدفن الضحايا، بعد أن زارهم رئيس الوزراء، وقد تبنت الهجمات جماعة "عسكر جنغوي" التي ترجع جذورها إلى إقليم البنجاب بوسط البلاد، وتسعى لطرد الشيعة من باكستان التي يمثلون فيها نحو 20 بالمائة من السكان، للإشارة وبحسب تقديرات لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" فقد قتل أكثر من 400 شيعي في هجمات طائفية العام الماضي في باكستان.