تعتبر فترة التقاعد، المرحلة التي يتمتع فيها المتقاعد بما تبقى من العمر بعيدا عن مشاكل الدنيا و متاعبها مع الاستفادة بكرامة من منحة سنين البذل و العطاء المتواصلين طيلة مشوار العمل. إلا أن الكثير من متقاعدي المهجر بولاية سطيف، خاصة أولئك الذين يتقاضون منحهم من صندوق المعاشات الفرنسي التي تصب في حساباتهم البنكية بالعديد من البنوك الجزائرية؛ يضطرون إلى قضاء الثلث الأخير من الليل في العراء لحجز الأماكن الأولى بالطابور الذي يتكرر مشهده كل شهر، رغم المخاطر التي قد تنجم عن ذلك إما ما تعلق منها بسلامتهم الأمنية أو ظروفهم الصحية على حد سواء لأجل تحصيل المنحة. المعاناة الشهرية التي يعيشها الآلاف من المتقاعدين عبر كامل تراب ولاية سطيف و من بينهم متقاعدي دائرة بوقاعة شمال عاصمة الولاية سطيف ، الذين يتجاوز عددهم 500 متقاعد، استرسل بعضهم في الحديث عن الصعوبات و المشاكل التي يتضاربون معها كل شهر مع بنك الفلاحة و التنمية الريفية لبلدية بوقاعة. فمن جهة، وحسب مصدر محلي فإن إدارة البنك تسمح لمتقاعدي المهجر بتحصيل مستحقاتهم المالية لمدة يوم واحد فقط، الأمر الذي يحول دون سير العملية في أحسن الظروف. و من جهة أخرى، استغلال شباب المنطقة الفرصة لكسب قوتهم بطريقة غير أخلاقية ؛ حيث أصبحوا يزاحمون الشيوخ و الكهول أماكنهم بالطوابير في الصباح الباكر ليتم بيعها فيما بعد بأسعار خيالية قد تصل في بعض الأحيان إلى 1000 دج. هذا، و خلال زياته السابقة إلى المنطقة، ألح والي الولاية بإنجاز مقر آخر للبنك يتماشى وتطورات العصر و يلبي طلبات الزبائن خاصة أن هذا البنك كان قد استفاد من عقد قطعة أرض معدة للبناء منذ 10 سنوات ، إلا أن الأرض لازالت جرداء و لازال المتقاعد في معاناة متواصلة. الأمر الذي تطلب ضرورة مراسلة وزارة المالية قصد تحسين الخدمات البنكية بالمنطقة و الاهتمام أكثر بالمتقاعدين، باعتبار هذه المرحلة موعد الراحة و اعترافا لهم بما بذلوه طيلة مشوارهم العملي.