تسبب، أمس، اختلاط مياه الشرب بقنوات للصرف الصحي في حي 146 سكنا تطوريا عند مدخل بلدية شبيطة مختار في الطارف في وقوع عشرات الإصابات بوباء التيفوئيد، قدرتها مصادر رسمية ب 5 حالات، مؤكدة في انتظار ما ستؤول إليه التحاليل المخبرية بشأن 15 حالة مشكوك في تعرضها إلى الوباء بالمنطقة. وحدثت الكارثة بتجمع سكني كان محل احتجاجات قاطنيه تنديدا بتراخي السلطات العمومية في تهيئة وتجديد قنوات نقل الماء الشروب والصرف الصحي وتدفّق عشرات المحتجين لمحاصرة مقر البلدية التي اتهموها بالتقصير، وحمّلوها مسؤولية الخطر الآخذ في الانتشار. لكن رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي تنقل إلى عين المكان رفقة أعوان المصلحة التقنية، قال إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عددا من السكان خرقوا القوانين حين عمدوا إلى بناء مراحيضهم على شبكة الماء الشروب دون احترام للمعايير التقنية المعتمدة. وفي الغضون، باشرت مصالح الأمن الحضري لشبيطة مختار تحقيقا أمنيا لكشف ملابسات الحادثة التي كان من بين ضحاياها أطفال قصّر، وأعلنت السلطات المحلية عن اتخاذ إجراءات استثنائية لمحاصرة الوباء بعد إقدامها على قطع التزود بالمياه الصالحة للشرب بواسطة الشبكة الحالية وتحسيس المواطنين بآليات الوقاية من الأخطار التي تتهدد صحتهم. وجندت ذات السلطات فرقة مختصة من أعوان المصلحة التقنية و مصلحة النظافة لكشف نقاط تسرّب المياه القذرة. وبينما هوّن مسؤولو قطاع الصحة من القضية، مؤكدين في تصريحات صحفية متتطابقة ل "الأمة العربية" تسجيل خمس حالات، مؤكدة حسبما كشفته الفحوصات الطبية التي بوشرت على الفور قالت مصادر استشفائية إن عشرات المواطنين توافدوا على قاعة العلاج المتعددة الخدمات بشبيطة مختار والمؤسسة الاستشفائية للصحة العمومية بالذرعان، بعد ظهور أعراض نتيجة تناولهم مياها ملوثة، ولا تزال حسب مصادرنا التحريات الطبية جارية بشأنهم. واتهم منتخب بالمجلس الشعبي الولائي للطارف، السلطات المحلية بالضلوع في الكارثة التي ضربت المنطقة على خلفية أنها لم تكلف نفسها عناء تطهير البيئة والمحيط وتجديد شبكات الصرف الصحي المهترئة والتي تعود معظمها إلى الحقبة الاستعمارية، كما هو الشأن بالنسبة لحي بن عمار وعشرات الأحياء الغارقة في القاذورات والأوساخ ببلديات بن مهيدي والقالة والشط، هذه الأخيرة وضعتها السلطات الولائية على لائحة المناطق الأكثر تلوثا وخطرا على صحة المواطنين. وعلق والي الطارف، حسان كانون، في اجتماعات رسمية، مسؤولية "غرق البلديات في القاذورات والأوساخ" على عاتق الأميار والمنتخبين، داعيا إياهم إلى "التحلي بروح المسؤولية في التكفل بمشاغل مواطنيهم". وقال مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في اتصال سابق مع الجريدة، إن مصالحه تأتي في الحلقة الأخيرة من مسلسل حفظ الصحة بعد "المواطن الذي يجب أن يتحلى بالوعي وكذا بقية المصالح الإدارية الأخرى". وشدد المسؤول الأول على قطاع الوزير بركات في الطارف، في ذات التصريح، على أن مصالحه كلفت فرقا طبية للمراقبة الصحية آخذة في الحسبان تكاثر الأمراض والأوبئة في فصل الصيف". وللإشارة، فإن ولاية الطارف اهتزت العام الفارط على وقع إصابة 7 مواطنين بالوباء المذكور في أحد أحياء بلدية بن مهيدي، بينما تشير تقارير القطاع الصحي إلى تسجيل 12 حالة إصابة في صفوف سكان الولاية خلال سنة 2008.