تنصّب، اليوم، بولاية تمنراست دول الساحل الإفريقي ممثلة في الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر، لجنة الأركان العملياتية المشتركة بين هذه الدول، وهذا يعتبر ترجمة فعلية سريعة لإحدى توصيات اجتماع قادة جيوش دول الساحل هنا بالجزائر قبل أيام قليلة. أوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني، اطلعت "الأمة العربية" على فحواه، بأن الجزائر إلى جانب مالي وموريتانيا والنيجر ستؤسس اليوم بتمنراست غرفة قيادة مصغرة للعمليات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب وتعقب العناصر الارهابية، وعصابات التهريب في منطقة الساحل والصحراء. وستكون مهمة هذه اللحنة الخاصة، والتي تعد خطوة هامة بالقارة السمراء التنسيق الإستخباراتي والمعلوماتي الكامل فيما بين هذه الدول في محاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة وشبكات تهريب السلاح وخطف السواح الأجانب في المنطقة. وأشار بيان وزارة الدفاع الوطني إلى أن إنشاء اللجنة المذكورة يأتي تتويجا للترتيبات المتفق عليها بين رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأربع خلال اجتماع عقد بمدينة تمنراست منتصف شهر أوت 2009. وسبق لقادة جيوش سبع دول بمنطقة الساحل والصحراء، هي الجزائر ومالي والنيجر وتشاد وموريتانيا وليبيا وبوركينا فاسو، أن اجتمعوا في 13 أفريل الماضي هنا في الجزائر، لبحث أنماط التعاون والتنسيق الأمني بغية الوصول إلى ميكانيزم قار لمحاربة الإرهاب في المنطقة. وبذلك تدخل هذه الخطوة الجديدة والفريدة، ضمن مسار سعي دول الساحل إلى مباشرة نشاط أمني ملموس في الساحل الصحراوي لافريقيا بعد انتقادات أطلقتها بعض الدول كموريتانيا والجزائر، حيال تماطل شركائهما في ترجمة قرارات اجتماع أوت 2009، إلى عمل ميداني من شأنه القضاء على الارهاب، ووضع حد لنشاط أميرها أبو زيد.