قالت مديرة قسم الأبحاث والبناء و المنشآت الفنية الكبرى بوزارة السكن و العمران السيدة "س.أيت مصباح "أمس الأربعاء أن الوزارة تحرص من موقعها كوصاية أولى على قطاع البناء و العمران على مراقبة أداء جميع الفاعلين في هذا القطاع بالنظر إلى حساسيته القصوى و تصنيفه ضمن القطاعات الإستراتيجية الذي نال حصة الأسد من ميزانية الدولة للعام الثالث على التوالي مما يترجم فعلا الأهمية التي توليها السلطات لهذا القطاع الذي سجل انتعاشا ملحوظا خلال العشريتين الماضيتين . و أضافت ذات المسؤولة أمس خلال افتتاح الندوة الثانية من برنامج الورشات التقنية المنظمة على هامش فعاليات الصالون الدولي الثالث عشر لبناء و الأشغال العمومية و مواد البناء BATIMATEC 2010أن المسؤول الأول على القطاع السيد الوزير نور الدين موسى يتابع شخصيا صيرورة الورشات متوعدا كل المخالفين سواء المخلين بآجال الانجاز أو أولئك المقاولين الذين لا يحترمون شروط المناقصات و أو معايير البناء بعقوبات صارمة و كل هذه النشاطات تدخل ضمن الإستراتيجية التي سطرها القطاع لغربلة المتطفلين من السوق و أيضا إضفاء النوعية و النجاعة في خارطة البناء و المنشآت الوطنية خصوصا- كما أصافت- أن الدولة تستعد لإطلاق مخططها التنموي الثالث 2010 – 2014 و الذي رصدت له غلافا ماليا قدره 250 مليار دولار . و قد استهلت الورشات التقنية المبرمجة لنهار أمس الأربعاء بندوة مدير عام شركة الدراسات و الانجنيرينغ ( الهندسة المدنية ) " آس اي آي" السيد"ك.رابح عثماني "و كانت بعنوان إجراءات مد الخرسانات الفاصلة و هي تقنية شهدت في غضون العشرية الأخيرة تطورا تكنولوجيا خارقا و قد نجحت الجزائر فعلا في نقل تكنولوجياتها و مهاراتها مرحليا ، مؤكدا أن العمل حجار بها في معظم ورشات البناء و مشاريع الأشغال العمومية الكبرى .من جانبه قال السيد "ه.زقان" مدير عام شركة "باتيفار BATIVERT " أن تقنيات المد في البناءات العاليبة و الشاهقة تتطلب تكنولوجيات و مهارات متخصصة مؤكدا أن شركة "باتيفار" تمكنت في غصون السنوات الخمس المنصرمة من مرافقة العديد من المقاولين و شركات البناء سواء العمومية أو الخاصة في ما يخص هذه التقنيات و التي تنفرد بخصائص أمنية عالية . و قد كان النقاش الذي تلا الورشتين السابقتين ساخنا و مثمرا حيث تمكن كبار المتعاملين في سوق البناء و العمران و المنشات الفنية الكبرى من بحث و مناقشة رهانات القطاع سيما في ضل المستجدات العالمية و الداخلية مشددين على ضرورة دعم و تعزيز برامج نقل التكنولوجيات الحديثة خصوصا و أن العديد من المتعاملين الأجانب و خصوصا الفرنسيين و الألمان و الأتراك و التونسيين أبدو رغبة و اهتمام كبير للمشاركة مع نظراءهم الجزائريين عن طريق الشراكة في إطار القانون المعدل للاستثمار في كل ورشات المخطط التنموي الثالث .و قد تناولت الورشات اللاحقة ملفات معالجة الخرسانة و اسمنت التسليح و هي القطاعات التي شهدت في غضون السنوات الماضية وثبة تكنولوجية عالية و في هذا الصدد قال السيد "اي قارسيا "مدير الأبحاث في الخرسانة على مستوى شركة "لافارج للخرسانة" أن البناء الحديث أصبح يعتمد و بشكل أساسي على تقنيات جديدة في مجال معالجة خرسانة التسليح و هو ما تحرص مجموعة"لافارج للخرسانة" من تكريسها و نقلها مرحليا إلى المتعاملين الجزائريين و هي تقنيات ليست من الكماليات بل أصبحت من الضروريات بالنظر إلى المتغيرات المناخية و الظواهر الطبيعية مثل الرطوبة و الزلازل و انطلاقا من كون الجزائر بلد يعاني من الرطوبة سيما في منطقة الساحل و أيضا تواجده على شريط زلزالي نشط فان أخذ هذه المعطيات في حسبان الفاعلين الأساسيين في قطاع البناء و المنشات الفنية و الأشغال العمومية أمر ضروري و وأولوي .