ما تزال الأزمة الاقتصادية العالمية تلقي بظلالها، خصوصا على الاقتصاديات الناشئة ومن ضمنها الجزائر التي سجلت تراجعا كبيرا على صعيد صادراتها خارج قطاع المحروقات خلال العام الماضي 2009، لكن المؤشرات العامة حسب الدراسات الاستشرافية والاستطلاعات التي يقوم بها مركز التجارة العالمي "فرع الجزائر" تشير إلى أن هذه "الكبوة" ظرفية ولا تلبث أن تعود قوة الاندماج الاقتصادي الجزائري في الأسواق الدولية إلى مستواها الطبيعي على المدى المتوسط. افتكت شركة كومت ميديكال COMMET MEDICAL ولأول مرة جائزة 2009 للتصدير خارج المحروقات في حفل أقيم، سهرة أمس الأول، بقاعة دار الجزائر في قصر المعارض بينما حاز مجمع "صيدال" العمومي على الجائزة التشجيعية الأولى نظير مجهوداته الجبارة على صعيد الأسواق الخارجية سيما في افريقيا والشرق الأوسط أما شركة "جنرال بلاستيك"، فقد تحصلت بدورها على الميدالية الشرفية الأولى أيضا، بينما عادت الجائزة الممنوحة من طرف لجنة التحكيم 2009 والمتكونة من ممثل عن الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، وممثل عن الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية "الجاكس"، وممثل عن منتدى رؤساء المؤسسات، وممثل عن هيئة الجمارك إلى شركة "هنكل الجزائر" التي تمكنت من تصدير ما قيمته 1 مليار دج خلال 2009 أي ما يعادل 10 بالمائة من رقم أعمال المجمع خلال نفس السنة. أما الجائزة الخامسة فقد حصلت عليها شركة "اغرو فيرم باكاجينغ "المتخصصة في إنتاج العتاد الفلاحي و مقرها في مدينة سطيف. وعقب الانتهاء من مراسيم تسليم الجوائز على الشركات الفائزة بجوائز وميداليات التصدير 2009، وهي المبادرة التي يحرص مركز التجارة العالمي فرع الجزائر بالتنسيق مع "سافكس SAFEX "على تنظيمها كل سنة بدخول متعاملين جديد ينظم إلى الشركتين السابقتين ويتمثل في الوكالة الجزائرية لترقية الصادرات ALGEX، صرح مدير مركز التجارة العالمي الجزائر أحمد طيباوي أن سنة 2009 كانت صعبة بالنسبة للمتعاملين المحليين النشطين في مجال التصدير، معترفا أنه ورغم كل المجهودات التي بذلتها الدولة لمرافقة هؤلاء المصدرين ومساعدتهم على ولوج الأسواق الخارجية، إلا أن النتائج كانت هزيلة بالنظر إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي ما تزال ماثلة حتى اليوم. وأوضح ذات المسؤول أن صادرات الجزائر خارج قطاع المحروقات بصفة عامة عرفت تراجعا محسوسا خلال سنة 2009، مشيرا إلى أن الإجراءات الموجودة حاليا قيد التنفيذ بخصوص ترقية نشاط الصادرات خارج قطاع المحروقات والتي من ضمنها برنامج "OPTIM EXPORT" ستكون وسيلة وآلية دعم هامة لنشاط المصدرين المحليين مستقبلا. وقد ساق السيد طيباوي العديد من الأرقام والمعطيات وصفها ب "المشجعة"، مؤكدا أنها تبقى مؤشرات ايجابية على أن القطاع سيعود إلى اتجاهه الصعودي على المدى المتوسط، وأضاف طيباوي انه وبالرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها الشديد على نشاط وحركية الأسواق العالمية، إلا أن وجهات التصدير للمصدرين المحليين خارج قطاع المحروقات خلال 2009 قد شهدت تزايدا بنسبة تقارب 50 بالمائة سعيا منهم لتوسيع دائرة النشاط، ودخول أسواق جديدة، حيث تواجدت المنتجات المحلية بأسواق وبلدان لأول مرة خلال 2009 بفضل استراتيجيات التسويق المنتهجة من طرف هؤلاء المصدرين والمساعدات المقدمة من طرف الدولة في هذا المجال. من جهته، ثمّن الأمين العام لوزارة التجارة الدور المحوري الذي تلعبه الهيئات الوطنية المكلفة بمرافقة المصدرين الجزائريين في الأسواق الخارجية لرفع نسب الاندماج فيها. كما أعرب عن ارتياحه للنشاط الدءوب الذي تقوم به، خصوصا لتسهيل إجراءات عمليات التصدير واستطلاع الأسواق الخارجية الجديدة، والعمل على ترقية تنافسية المنتوج الجزائري من خلال برامج التكييف والتأهيل دون أن يغفل الدور الهام الذي تلعبه البعثات الاقتصادية على مستوى السفارات الجزائرية في الخارج للتكفل بمسار المنتوج المحلي مباشرة بعد خروجه من الموانئ الجزائرية باتجاه الأسواق الخارجية.