مهما يكن المدرب القادم للمنتخب الوطني سواء بقي سعدان أوتعاقدت الفاف مع مدرب آخر فإنه سيجد على طاولته عدة نقائص من الضروري إيجاد حل لعاجل لها قبل الدخول في غمار إقصائيات كأس إفريقيا للأمم القادمة التي ستنطلق خلال شهر سبتمبر. ومن أهم تلك النقائص مشكلة العقم الهجومي الذي كان محل انتقاد كل المحللين سواء المحليين أوالأجانب، وفيما يذهب كل طرف إلى إبراز مكمن الخلل في هذا الخط الحساس، فمنهم من يرى أن المشكل هوعدم فعالية المهاجمين الذين اختارهم سعدان الذي أخطأ، حسبهم، منذ البداية في الاعتماد على أسماء أثبتت ضعفها خلال المباريات الودية التي خاضها المنتخب منذ نهاية كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، على غرار غزال وصايفي، وهناك أطراف قالت بأن مكمن الخلل في نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة وبالتالي ضياع المهاجمين وسط دفاع المنافسين، بينما يرى صنف آخر أن المشكل هو عدم توفر التشكيلة الوطنية على صانع ألعاب حقيقي يزود الهجوم بالكرات. الهجوم الجزائري سجل 5 أهداف في 12 مباراة وعلى ضوء هذه المعطيات فإن أول ما سيقوم به المدرب القادم هو البحث عن مهاجم وهداف حقيقي عله يفك عقدة العقم الهجومي الذي أصبح الهاجس الأكبر لأنصار الخضر، حيث وطيلة 12 مقابلة لم يسجل خط الهجوم الجزائري سوى 5 أهداف أغلبها من إمضاء مدافعين، وهوما يدل على أن الآلة الهجومية الجزائرية معطلة تماما وينبغي صيانتها قبل بدء المنافسات الرسمية، ومن الطبيعي ان يتم ترشيح المنتخب الوطني في طليعة المنتخبات التي ستتألق في المحفل القاري القادم بعد المشوار الرائع الذي قدمه خلال التصفيات ونهائيات كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم من حيث الأداء. مغادرة صايفي وغزال يسمح بجلب مهاجمين وما يحتم على العارضة الفنية للخضر ضرورة تجديد روح خط الهجوم بعناصر جديدة وفعالة هو مغادرة المهاجمين غزال وصايفي للتشكيلة الوطنية، حيث أن نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا هي آخر منافسة بألوان الفريق الوطني لهذين اللاعبين المنبوذين من طرف الجميع، فالأول تفنن في تضييع الفرص بل كان في أغلب المباريات التي لعبها ظلا لنفسه، ولم يستطع القيام بأية فرصة حقيقية رغم أنه كان رأس حربة في خطة سعدان، بينما الثاني أصبح منتهي الصلاحية، فباللإضافة إلى كبر سنه فوجوده في التشكيلة يعد حملا ثقيلا وبلا فائدة، وقد ضيع فرصة ذهبية أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية في آخر مباراة حين استقبل الكرة وهو وجها لوجه مع الحارس لكنه بدل أن يضعها في الشباك فضل إهدائها للحارس وجاء الهدف الأمريكي بعدها مباشرة. الجزائر والهوندراس أضعف المنتخبات في المونديال من حيث الأهداف وقد ودع المنتخب الوطني رفقة منتخب الهندوراس نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 بجنوب إفريقيا دون تسجيل أي هدف بعد تعادل هذا الأخير في ختام الجولة الأخيرة أمام سويسرا دون أهداف، وكانت الجزائر قد خسرت آخر مبارياتها في الجولة الثالثة أمام أمريكا بهدف نظيف، لتودع الدور الأول دون أن تتمكن من تسجيل أي هدف، فيما تلقى مرماها بهدفين فقط، وجاءت حصيلة المنتخبين في النهائيات متشابهة إلى حد كبير، حيث حصد كل منتخب نقطة واحدة من تعادل سلبي، فالجزائر تعادلت مع إنجلترا في الجولة الثانية، والهندوراس أمام سويسرا في الجولة الأخيرة، وبهذا يشترك المنتخبان في لقب أسوأ خط هجوم في البطولة، في المقابل لم يتلقى مرمى الفريقين أهداف كثيرة، حيث دخل مرمى الهندوراس 3 أهداف والجزائر هدفان. ومن جهة أخرى، جاءت منتخبات فرنسا وكوريا الشمالية وسويسرا في المركز الثاني من حيث أسوأ خط هجوم برصيد هدف واحد فقط، خلف اليونان وصربيا والكاميرون ونيوزيلندا برصيد هدفين.