رغم كل ما قيل ويقال عن المنتخب الوطني ومشواره خلال مونديال جنوب إفريقيا إلا أن الجميع اعتبر المشاركة في المونديال بحد ذاتها إنجازا للكرة الجزائرية التي عادت إلى الواجهة بعد غياب طويل زكته المرتبة الخامسة خلال نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا، باعتبارا أننا عائدون من بعيد كوننا كنا نعجز عن تحقيق حتى التأهل إلى كأس إفريقيا إلا أن الجميع أجمع على أن نقطة الخلل تكمن في عقم القاطرة الأمامية للخضر في ظل عدم تسجيل أي هدف خلال المباريات الثلاثة في مونديال جنوب إفريقيا. وقبلها في كأس إفريقيا والتصفيات المزدوجة التي سبقتها أين كانت أهداف ''الخضر'' من تسجيل لاعبي الدفاع، وهو المشكل المطروح حاليا بقوة وسط الشارع الرياضي الجزائري الذي أصبح هذا العقم بمثابة الكابوس الحقيقي كوننا نملك حارسا بارعا، دفاعا في المستوى، خط ميدان جيدا لكن نلعب بدون هجوم. عقم هجوم المنتخب الوطني منذ أكثر من سنة كاملة جعل الجميع يتساءل أين هو الخلل بين منتقد للخطة التكتيكية التي يلعب بها الناخب الوطني رابح سعدان، والذين يرون أنه يلعب دائما بخطة حذرة ولا يغامر في الهجوم، وهي التعليمات التي أكدها من يعرفون الشيخ جيدا سواء المدربين الذي عملوا برفقته أو اللاعبين الذين أشرف عليهم خاصة جيل الثمانينات في صورة مرزقان، قندوز وغيرهما. بالمقابل حمّل البعض الآخر المسؤولية كاملة للمهاجمين الحاليين غزال، صايفي وجبور الذين تراجع مستواهم بشكل كبير في الآونة الأخيرة مستشهدين بالفرص الكثيرة التي ضيعها غزال في كأس إفريقيا وكذلك جبور خلال المونديال وخاصة مواجهة أمريكا وهو الشيئ الذي جعل هؤلاء يحملون سعدان مسؤولية عدم التنقيب عن مهاجمين جدد كان بإمكانهم حل المشكل ولو نسبيا. سلطاني، زياية وبن يمينة يمكن الإستفادة منهم احتج الكثيرون على قائمة سعدان التي مثلت الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا كونها لم تحمل مهاجمين بأتم معنى الكلمة، حيث تم تجديد الثقة في ثلاثة مهاجمين فقط أثبتوا عجزهم عن الوصول إلى الشباك والتهديف خلال عدة مناسبات، وكانت حجتهم وجود مهاجمين يلعبون في أوروبا بإمكانهم حل هذا المشكل خاصة سلطاني الذي يلعب في هولندا والذي كانت لديه رغبة كبيرة في حمل الألوان الوطنية على غرار كل من يمينة لاعب برلين الألماني الهداف التاريخي لهذا الفريق، والذي يملك سمعة طيبة في ألمانيا إضافة إلى مهاجم إتحاد جدة السعودي زياية عبد المالك الذي يعرفه الجمهور الجزائري جيدا سواء مع وفاق سطيف أو فريقه الحالي والذي يمتاز بحس تهديفي كبير أجمع الجميع أنه استاء كثيرا من الناخب الوطني رابح سعدان الذي لم يمنحه الفرصة خلال كأس إفريقيا المقبلة، لكن يبقى مطلب الجميع ضرورة الاستنجاد بهؤلاء وتجريبهم لأننا لن نخسر أكثر مما خسرناه خلال سنتين عانينا منها كثيرا من هذا العقم. ورقة المحليين إضافة أخرى وجب وضع الثقة فيها إضافة إلى الأسماء المحترفة التي ذكرناها سابقا والتي يبقى الاستنجاد بها ضروريا في المستقبل القريب، تبقى هناك بعض الأوراق الأخرى والتي لابد على الناخب الوطني سواء سعدان أو المدرب الجديد وضع الثقة فيها لأن الميدان أثبت أنها تمتلك إمكانيات كبيرة تضاهي إمكانيات المحترفين لكن المشكل فقط يكمن في ضرورة وضع الثقة فيها ودعمها قصد البروز، وما حققه بن شيخة مع المحليين لا يستهان به كوننا واجهنا المنتخب الأول لليبيا ولهذا فإن مهاجمين من طينة غزال، جاليت، مسعود، حاج عيسى، بوڤش ودراڤ بإمكانهم تقديم الإضافة للخضر خلال المنافسات الرسمية المقبلة لأنهم لاعبون شباب وهدافوا الدوري الجزائري ولهم كل الحق في اللعب للمنتخب الوطني لهذا وجب وضع الثقة فيهم. الوقت ليس في صالحنا ومواجهة الغابون فرصة لهؤلاء يتفق الجميع على أن المهمة ليست سهلة كما يعتقد البعض لحل هذا المشكل كون الوقت ليس في صالح الفريق الوطني المقبل على دخول تصفيات كأس إفريقيا للأمم مع بداية شهر سبتمبر ولهذا وجب على المشرفين على الفريق الوطني ضرورة وضع النقاط على الحروف ووضع الثقة في مهاجمين جدد سواء من المحترفين أو المحليين الذين ذكرناهم سابقا لأن المهم هو من يفك العقدة، وقد تكون المواجهة الودية للخضر أمام الغابون منتصف شهر أوت المقبل فرصة للناخب الوطني من أجل استدعاء وجوه جديدة قد تكون الحل لهذه المعضلة قبل دخول المنافسة الرسمية، ليبقى الشيئ الأكيد أن الأسماء المقترحة يمكن أن تكون الحل شريطة وضع الثقة فيها ودعمها مع ضرورة تماشي الخطة التكتيكية التي نلعب بها مع اللعب الهجومي.