ربط المدرب الوطني رابح سعدان بقاءه على رأس العارضة الفنية للخضر بتوفير بعض الضمانات من طرف الفاف وأهمها منحه كل الصلاحيات في تسيير شؤون المنتخب، وعدا ذلك فإنه يرفض قطعا مواصلة عمله في ذات المنصب، وفي المقابل فهو يتمنى أن تستجيب الاتحادية والسلطات الرياضية لمطالبه لأنه يرغب في تكملة العمل الذي شرع فيه منذ ثلاث سنوات خصوصا مع اقتراب موعد إقصائيات كأس إفريقيا للأمم، وبين هذا وذاك، لايزال سعدان، الذي قاد "الخضر" إلى تأهل تاريخي لنهائيات كأس العالم، مترددا في قبول طلب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي عرض عليه البقاء في منصبه خلال التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، وكان روراوة قد تحدث مع سعدان في ديربان قبل عودة البعثة الجزائرية من جنوب إفريقيا، وعرض عليه البقاء في منصبه، أو الإشراف على الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية، أو أي منصب يريده، مانحا إياه مهلة للتفكير قبل الفصل في الموضوع. يريد كامل الصلاحيات لتصفية المنتخب من المشوشين وقد أكدت بعض المصادر أن سعدان لا يريد أن يعيش السيناريو الذي عاشه في جنوب إفريقيا، بعد أن اصطدم بجملة من المشاكل والعراقيل والتي ساهمت بقسط كبير في توتر العلاقة بينه وبين بعض اللاعبين، على غرار القائد السابق يزيد منصوري والمهاجم عبد القادر غزال اللذين قطعا الاتصال بينه وبين أعضاء الجهاز الفني، وكاد أن يمتد الأمر إلى لاعبين آخرين على غرار صايفي والحارس شاوشي، بما يشبه أجواء الفتنة التي كادت أن تأتي على كل شيء، لولا رزانة المدير الفني ومساعديه، وكذلك تدخل رئيس الفاف لاحتواء الوضع. ويواجه سعدان حاليا حملة شرسة من طرف بعض الأطراف التي طالبت برحيله والتعاقد مع مدير فني أجنبي، أوالاستنجاد بأحد المدربين الجزائريين السابقين، على غرار رابح ماجر، محيي الدين خالف، وبدرجة أقل مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن شخصيات نافذة لا تريد الاستثمار في التعاقد مع مدرب أجنبي، خاصة وأن هذه الفكرة لا تلقى الإجماع في الشارع الرياضي وكذلك لدى رئيس الاتحادية محمد روراوة، فضلا عن وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، الذي أعرب في عن دعمه للطرح الذي ينادي بالاستمرارية ومواصلة العمل المنجز، في رسالة واضحة تؤكد رغبته في بقاء سعدان. فكرة المدرب الأجنبي مستبعدة لتجنب صرف أموال طائلة ومن الجهة المقابلة، فإن مسؤولي الرياضة يدركون جيدا أن التعاقد مع مدرب أجنبي يستلزم صرف مبالغ مالية باهظة وبالعملة الصعبة، والتجارب السابقة تبقى شاهدة على ذلك، حيث إضافة إلى الرواتب العالية التي يطالب بها هؤلاء، فإنهم يملون شروطا أخرى على غرار مصاريف التنقل والهاتف وغيرها، ولا يريد المسؤولون صرف مبالغ طائلة في أمور قد لا لا تأتي بالنتائج المرجوة كما أنها قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر، مثلما سبق أن حدث مع المدربين البلجيكيين جورج ليكنس، وروبير واسايج، والفرنسي جون ميشال كافالي.