يعيش سكان حي برج الغولة الواقع بالمخرج الشرقي ببلدية شرشال في تيبازة ويلات المر، جراء تردي الوضع البيئي بمحيطهم، فأينما ولى المرء هنا ببصره، إلا واصطدم بإفرزات السكان والأوساخ التي تكاد تغزوكل أركان وزوايا الحي، علاوة على أكياس القمامات الملقاة بشكل عشوائي، والمتراكمة على مستوى حوافي الوادي المار بالحي، ما تسبب في تشكيل مزبلة فوضوية باتت تستقطب مختلف الحيوانات الضالة والشاردة، كما شوهت المنظر العام للحي الذي يتراءى من أعلى الطريق الوطني رقم 11 ، وكأنه أحد الأحياء النائية والجبلية لا الحضرية. وبخصوص القضية هاته تقربنا من بعض أرباب العائلات لنسألهم عن أسباب كارثية الوضع البيئي الخطير الذي ينتاب حيهم فردوا علينا جميعهم بنبرة كلام فظ، وساخط مبدين استياءهم الشديد، مما أسموه بسياسة "التهميش والإقصاء"، التي كانت وراء تجاهل وتناسي المسؤولين المحليين لانشغالاتهم ومطالبهم الملحة والمشروعة، مذكرين في ذات السياق أنهم لم يتوانويوما عن إيصال معاناتهم الى السلطات المحلية التي أودعوا بها عشرات الشكاوي والمراسلات أملا في تخصيص على الأقل شاحنة لرفع القمامات التي أقصت حيهم من قائمة الأحياء المعنية برفع القاذورات التي كدرت صفوحياتهم وأرقتهم كثيرا، غير أن ذات المساعي والجهود يقولون لم تكلل مع الأسف بنتيجة، ويبدوأن جميع نداءاتهم وصيحاتهم سقطت بواد سحيق. من جانبهم شدد محدثونا على ضرورة أن يتحرك المسؤولون المحليون لانتشالهم من الواقع المزري الذي يتخبطون فيه بتخصيص أماكن لرمي الأوساخ واتخاذ الإجراءات والتدابير الاستعجالية لإزالة أذى المزبلة العشوائية، التي تعرف في الظرف الحالي أقصى درجات التلوث البيئي بفعل الروائح الكريهة المقرفة المنبعثة التي تسد الأنفاس، ناهيك عن أسراب الباعوض الذي وجد في أكياس الفضلات مشاتل لينمو بشكل فظيع وغير مسبوق، الأمر الذي ترجمه قاطنوالحي بالرمي العشوائي والفوضوي لفضلاتهم التي يطرحونها على حافة الوادي المذكور، غير مراعين في ذلك مقتضيات الضرورة الصحية ولا التداعيات السلبية الناتجة عن هذا التصرف الفوضوي والسلوك غير الحضاري سيما بعدما لم يجدومن آذان صاغية حيث فشلت مساعيهم ويئسوا من اقتراب ساعة الفرج لتحسين احوالهم المتدهورة. وفي خضم تردي الوضع البيئي وتدهور الإطار المعيشي بحي برج الغولة وأمام تواصل صمت وسبات المسؤولين المحليين الذين لا يكترثون بتاتا لماسيهم وغبنهم وسط العفن والنفايات لم يجد أهل الحي من سبيل يخلصهم من أذى الأوساخ والروائح الكريهة التي تتسلل إلى غرفهم لتنغص صفوعيشهم غير أسلوب الحرق غير أن هذا الإجراء سرعان ما اكتشفوا أنه غير مجد والناجع جراء الدخان الكثيف المتصاعد والخانق الذي يعود بآثار سلبية مضرة على صحتهم مشيرين في هذا الباب إلى أن ذلك الدخان مغم ويسد الأنفاس وكثيرا ما يتسبب في خنق الرضع والأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس والربو مستنكرين بذلك بقاء وعود المسؤولين المحليين مجرد حبر على ورق أوكلام زائف لا يغني ولا يسمن من جوع، ما يؤكد حسبهم أن أمثال هؤلاء لا يهتمون إلا بالكراسي أما مصلحة المواطن فقد داسوا عليها بأقدامهم على حد تعبيرهم.