تمكّنت قوات الجيش، ليلة أول أمس، من القضاء على إرهابيين اثنين في اشتباك مسلح في حين قتل أربعة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين على مستوى منطقة أولاد بودخان الواقعة بشعبة العامر على بعد حوالي 68 كلم شرق العاصمة. وحسب مصادر موثوقة، فإن الجماعة الإرهابية المسلحة المنضوية على الأرجح تحت لواء "سرية الشام" النشطة في الحدود بين بومرداس والبويرة، قد زرعت قنبلة تقليدية لاستهداف عناصر الجيش التي تقوم بين الفينة والأخرى بعمليات تمشيط على مستوى منطقةأاولاد بودخان المعروفة بخطورتها وبأنها أحد معاقل "الجماعة السلفية" التي تستغل توسط المنطقة للولايات الثلاث بومرداس البويرة وكذا تيزي وزو، لتنفيذ جملة من العمليات الاعتدائية على مستوى كامل هذه المناطق. وتضيف ذات المصادر أن انفجار القنبلة أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وتم نقلهم إلى مستشفى مجاور لتلقي الإسعافات اللازمة، حيث أشارت بعض المصادر إلى وجود ضباط بينهم. وحسب المصادر ذاتها، فإن قوات الجيش باشرت تمشيطا واسعا لاقتفاء اأثر الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداء الإجرامي في حدود الساعة الثامنة من ليلة أول أمس ما أسفر عن وقوع اشتباكات مع جماعة إرهابية يجهل عددها أدت إلى القضاء على إرهابيين اثنين لا تزال هويتهما مجهولة في حين عثرت قوات الجيش على آثار للدماء ما يدل على تمكن عناصر الأمن من إصابة عدد منهم وقامت الجماعة الإرهابية بنقلهم إلى معاقلها. للإشارة، فإن "كتيبة الفاروق "التي كانت تنشط بالمنطقة تعد من أقوى الكتائب بعد "الأنصار" وامتد نشاطها من مناطق عمّال، بني عمران وشعبة العامر إلى حدود مناطق الأخضرية، ونسبت إليها العديد من عمليات القتل والاغتيال والاختطافات على مستوى المناطق النشطة فيها خلال عدة سنوات، ليتوقف نشاطها بعد العملية الناجحة لمصالح الأمن التي تمكّنت من القضاء على أميرها الذي تزعمها لسنوات عديدة وهو "عبد الرحمن بوزقزة" المدعو "أبو أسرة" بتاريخ 28 جانفي 2008 قبل يوم من العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية وهذا بمنطقة "واد جنان" ببلدية بني عمران. وأفادت مصادر على صلة بالملف الأمني ببومرداس أن العناصر الإرهابية المتبقية من هذه الكتيبة عمدت إلى انتهاج سياسة الاحتواء في إطار "سرية الشام" التي كانت سابقا محصورة بجبال "اقونيزكر" ببلدية شعبة العامر بزعامة "دلسي عيسى" المكنى "أبو هشام"، إلا أن المرض الخطير الذي أصاب هذا الأخير وألزمه الفراش بمعاقله فضلا عن تقدمه في السن حسب ما أفاد به تائبون لمصالح الأمن، جعله يتنازل عن الإمارة خاصة بعد التحاق عناصر الفاروق والعناصر الإرهابية المتبقية من "سرية المريخ" التي كانت أقوى السرايا بمناطق الزبربر، الأخضرية والقادرية قبل القضاء على أميرها "أبو العباس" في شهر ماي 2007 ، وهذا لصالح "ج.جمال" المكنى "يونس أبو طلحة" المنحدر من منطقة القادرية بالبويرة الذي تمت مبايعته مؤخرا لإمارة "سرية الشام".