أحصت بلدية الجزائر الوسطى أزيد من 200 بيت فوضوي على مستوى أسطح العمارات وبيوت الغسيل، أو ما يسمى ب''بيت الصابون'' التي احتلت سابقا من قبل عائلات وحولتها إلى مساكن من دون ترخيص قانوني، واضعة سلامة وامن العمارات وأساساتها في خطر، مما استدعى تخطيطا عاجلا لترحيلها وتهيئة العمارات ضمن مخطط إعادة تهيئة واجهة العمارات التي شرع فيها منذ عدة أسابيع. وسيتم إعادة إسكان العائلات المحصاة والمعروف أصحابها والمقيمين بها على مستوى البلدية، بمجرد استلام المشاريع السكنية التي تشرف على الانتهاء والموزعة عبر بلديتي الكاليتوس والسحاولة، بحيث تشرف عملية انجاز 450 وحدة سكنية اجتماعية بالكاليتوس على الانتهاء، والتي سيخصص جزء منها لاستقبال العائلات القاطنة بالسطوح، بالإضافة إلى تقدم الأشغال على مستوى مشروع 1150 مسكن تساهمي بالسحاولة. وكانت دواوين الترقية والتسيير العقاري إلى جانب عدد من البلديات، قد شرعت منذ الصائفة الماضية في عملية تفحص وإحصاء جميع البناءات الفوضوية المنجزة في الأقبية وأسطح العمارات التي تشرف على تسييرها، في خطوة هامة تمهيدا منها لعملية هدمها واسترجاع الأجزاء المشتركة للسكان المحتلة بطريقة غير شرعية والتي تهدد سلامة العمارات التي أضحت مهددة في أساساتها بفعل تزايد البناءات وتجاوزها لحمولتها المحددة. ويهدف هذا الإجراء إلى إعادة الاعتبار لعدد هام من العمارات والبناءات التي تعرضت للإهمال بسبب عدم مراقبتها، وكذا عدم استفادتها من عمليات ترميم ومتابعة جدية، مما أدى بالعديد من الأفراد والعائلات إلى استغلال هذا الفراغ وإجراء توسيعات على سكناتهم على حساب الأجزاء المشتركة أو استغلال الأقبية وتحويلها إلى سكنات مع احتلال أسطح العمارات وإضافة طوابق من فوقها. وتتزامن عملية إحصاء البناءات المنصبة فوق أسطح العمارات، التي شرعت فيها بلدية الجزائر الوسطى، مع عملية تهيئة واجهات العمارات التي بدأت ملامحها تظهر للعيان، وستغير عمليات القضاء على البناءات الفوضوية والتهيئة من وجه كبرى شوارع العاصمة، التي ستتحول إلى لوحة فنية ومتحف مفتوح يعكس بحق تاريخ وأصالة ''البهجة''.