طلبت إيران أن يكون استئناف المفاوضات مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي المثير للجدل والمتوقفة منذ سنة، في تركيا التي تعتبرها طهران حليفتها في هذا الملف. وذكرت وسائل اعلامية ايرانية، نقلا عن زير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحفي قوله "في الايام الماضية، ابلغنا اصدقاءنا الاتراك اننا نوافق على اجراء المفاوضات في تركيا". الا أنه لم يوضح ما اذا كان هذا الاقتراح نال موافقة مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، الى جانب المانيا). وقد ابدت إيران والدول الست الكبرى الشهر الماضي، رغبتها في استئناف المحادثات في محاولة لتسوية الخلاف حول الملف النووي الإيراني والتي توقفت في اكتوبر 2009 اثر رفض إيران عرضا بمبادلة وقود نووي. حيث كانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اقترحت باسم مجموعة 5+1 لقاء في فيينا بين 15 و نوفمبر. ووفقا لمصادر اعلامية، فانه من خلال طلبها ان تجري المفاوضات في تركيا، تسعى طهران الى اشراك دولة تعتبر حليفة لها في المفاوضات لاحداث توازن في القوى ازاء الدول الغربية، اذ كانت انقرة شاركت مع البرازيل في ماي في توقيع اقتراح إيراني مضاد لتبادل الوقود النووي مع القوى الكبرى ينص على ارسال و"ايداع" 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب الى تركيا في انتظار ان تتم مبادلته بوقود تنتجه روسيا وفرنسا من اجل مفاعل الابحاث في طهران، إلا أن القوى الكبرى تجاهلت هذا العرض، معتبرة ان طهران تسعى لكسب الوقت لتجنب التعرض لعقوبات دولية جديدة. فيما صوتت تركيا والبرازيل ضد قرار مجلس الامن الدولي الذي عزز العقوبات على إيران في جوان الماضي. وتتخوف المجموعة الدولية في ان إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي، حيث فشلت كل مساعيها بما فيها العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تعتبره ايران حقا لها، لا سيما وأن القوى العظمى على رأسها الولاياتالمتحدة تدعم اسرائيل في امتلاك الأسلحة النووية، الأمر الذي جعل طهران ترفض التخلي عن ملفها النووي. وتسعى القوى الكبرى التي ترغب في حمل إيران على العدول عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، في ان تقدم عرضا جديدا لإيران حول تبادل الوقود النووي، لا سيما بعد فشل كل مساعيها في الضغط على ايران.