تستعد شركة "نات كوم" المكلفة بمشاريع التنظيف والتطهير والردم التقني الحضري، لمواجهة ملايين الأطنان من النفايات والفضلات التي ستتكدس بشكل رهيب خلال ال 72 ساعة، أي عشية العيد ويوم النحر واليوم الموالي. وقد هيأت مصالح الشركة نفسها استعدادا لهذه "المعركة" الصعبة، خصوصا وأن المواطن لا يكترث كثيرا باحترام شروط النظافة، وأيضا لأنه يلقي بالقمامة في أي مكان وقليل من المواطنين الذين يقومون بتنظيف مكان نحرهم من بقايا الدم وجلود الأضاحي. وعلمت "الأمة العربية" من مصادر في الجماعات المحلية أن "نات كوم" التي تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى شركة ذات طابع اقتصادي وتجاري، قد بدأت منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري في الاستعدادات تحسبا للعيد، حيث اقتنت معدات وتجهيزات إضافية وجندت أرمادة من الأعوان وأيضا الإداريين من أجل ضمان النظافة خلال أيام العيد، خصوصا لما نعلم أن الشركة عالجت خلال عيد العام الماضي 20 مليونا من النفايات في ظرف 48 ساعة فقط، ومن المرتقب أن تعالج كميات أكثر هذا العام. ويشتكي أعوان شركة "نات كوم" من لا مبالاة المواطنين، حيث لا يراعون أدنى شروط النحر السليم من جانب النظافة، حيث يلقون بالفضلات في كل مكان وقليل منهم الذين يسارعون إلى تنظيف أماكن النحر، وهي في الغالب ساحات لعب الأطفال أو فناءات العمارات والملاعب الجوارية، وحتى في الطرقات ومحاذاة المساجد. في هذا الصدد، دعت الشركة المواطنين إلى التعبئة العامة والمساهمة في حملات التنظيف التي ستكون مركزة ودون انقطاع من طرف أعوان شركة "نات كوم" بنظام عمل مداومة 8×8 طيلة أيام عيد الأضحى المبارك. وكانت الشركة قد استلمت قبل أشهر أولى شحنات المواد الكيميائية المستوردة والتي تسهل في عملية ردم النفايات، كما استلمت أيضا تجهيزات ومعدات جديدة "شاحنات مقطورة" ومختلف الوسائل الخفيفة الأخرى. المهمة فعلا ستكون صعبة، لأن "نات كوم" ستكون في مواجهة ملايين الأطنان من النفايات في أجل محدود، لذلك تلح إدارة الشركة على ضرورة إقحام المواطن في عملية التنظيف من خلال تنظيم حملات تطوعية للتنظيف، على غرار تلك التي تحرص جمعية "ناس الخير" على تنظيمها في كل مناسبة، آخرها تطوّع عدد من الشباب المشترك عبر شبكة "الفايس بوك" على الانترنيت في حملة تنظيف شوارع وأحياء العاصمة من القمامات المنتشرة بشكل رهيب في كل الأرجاء، وتأمل الجمعية أن يعمم هذا السلوك الحضاري والخيري عبر كافة التراب الوطني خلال يومي العيد، لأن الهدف منه هو ضمان راحة المواطن نفسه وحماية محيطه.