حل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ظهر يوم أمس الثلاثاء، بالعاصمة الألمانية برلين، في زيارة رسمية تدوم يومين بدعوة من المستشارة الالمانية السيدة انجيلا ميركل. ورافق رئيس الجمهورية في هذه الزيارة وفد هام يتشكل، لا سيما من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي و وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي. ومن المنتظر أن يتحادث رئيس الدولة خلال هذه الزيارة مع الرئيس الاتحادي السيد كرستيان وولف والمستشارة السيدة انجيلا ميركل، وكذا رئيس البرلمان نوربرت لامرت. ويتضمن برنامج الزيارة ايضا مأدبة غداء تقيمها المستشارة على شرف رئيس الجمهورية بمقر المستشارية، حيث سيخصص له استقبال رسمي قبل بداية المحادثات، واستقبل الرئيس بوتفليقة من طرف نائب المستشارة الوزير الفدرالي للشؤون الخارجية السيد غيدو وستروال بمقر اقامته. وعلى هامش هذه الزيارة سيلتقي رجال أعمال ألمان من بينهم ممثلين لشركات تنشط بالجزائر وآخرين مهتمين بالاستثمار بها مع وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي. وستكون الزيارة فرصة لقادة البلدين لتقييم العلاقات الثنائية ودراسة سبل إرساء ديناميكية جديدة في مستوى القدرات الاقتصادية للبلدين. كما ستكون فرصة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك و القضايا الدولية وكذا النظر في سبل مساهمة كل طرف في السلم والأمن في العالم وفي الفضاء الاورومتوسطي. وتعد هذه ثاني زيارة يقوم بها الرئيس بوتفليقة الى المانيا بعد تلك التي ادها سنة 2001 والتي كانت اول زيارة رسمية يقوم بها رئيس جزائري الى هذا البلد. كما تاتي هذه الزيارة عقب الزيارة الرسمية التي قامت بها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى الجزائر سنة 2008. بحسب الخبير الإقتصادي عبد الرحمان تومي البرنامج الخماسي من شأنه تعزيز العلاقات بين الجزائروألمانيا
يرى الخبير الإقتصادي عبد الرحمان تومي أن العلاقات الإقتصادية الألمانية شهدت انتعاشا إقتصاديا خلال العشرية الحالية عكس ما تميزت به خلال العشرية السوداء، حيث أدت الأوضاع الأمنية في الجزائر إلى جمود المعاملات على جميع الأصعدة بين البلدين. ويعزو عبد الرحمان هذا الانتعاش إلى حجم البرنامج الخماسي الذي أطلقته الجزائر، والذي شد اهتمام الإستثمار الأجنبي بشكل كبير. وقال تومي في تصريح للقناة الأولى أن ألمانيا تعد أب الصناعة الجزائرية منذ السبعينات إلى الآن، مؤكدا أن الفترة القادمة ستلعب دورا كبيرا في تعزيز العلاقات بين البلدين، وستشهد حسب قوله إنجاز العديد من المصانع التي تراها الجزائر مهمة خاصة في مجال الصناعة و الخدمات و التكنولوجيا المتطورة. وبلغة الأرقام، تشير الإحصائيات إلى أن حجم الميزان التجاري بين البلدين يميل إلى ألمانيا، إذ تستورد الجزائر ما قيمته ملياري دولار من المنتجات الألمانية، فيما تقدر صادرات الجزائر تحو ألمانيا ما قيمته مليار أورو، وأغلب هذه الصادرات تأتي من قطاع المحروقات. ومن الميادين التي تجلب اهتمام الشركات الألمانية تلك التي تتعلق بالطاقات المتجددة، وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال المشاركة القوية والفعالة لشركات ألمانية في الصالون الدولي الجزائري الألماني للبيئة الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، حيث أبدت الجزائر على لسان وزير البيئة و تهيئة الإقليم شريف رحماني، اهتماما كبيرا للاستفادة من التكنولوجيا المرتبطة بالبيئة. من جهتها، أبدت ماريا أدونيز المكلفة بالتسويق بإحدى الشركات التي شاركت في الصالون رغبة لدخول السوق الجزائرية، مبديتا طموحا كبيرا لإيجاد شركاء جزائريين قصد تسويق التقنيات الجديدة في حماية البيئة إلى الجزائر.