دعا رئيس جمعية 8 ماي 1945، خير الدين بوخريصة، الدول الاستعمارية للمشاركة في اثراء التاريخ العالمي والمساهمة في انجاح تطور الانسانية، وأن تكون أول حليف للدول التي استعمرتها قديما من خلال وضع خطة عمل من اجل الدعم المعنوي وكذا إرادة الدفاع عن مبدأ ثابت والمتمثل "في وجوب الاعتراف بجرائم الدول المستعمرة التي اتكبتها في حق مستعمراتها وتعويضها، كما هو منصوص في القوانين والأعراف الدولية". واضاف بيان جمعية 8 ماي الذي وزعه رئيسها على وسائل الإعلام على هامش المؤتمر الدولي المنعقد بالجزائر بمناسبة الاحتفال بالذكرى 50 بالبيان المتضمن منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة، أنه "في هذه الفترة ظهر فيها الاستعمار الجديد أكثر من الاستعمار الفاشي"، ودعا البيان من أسماهم بالاصدقاء والاخوان في البلدان المستعمرة سابقا لتشكيل "جبهة رفض ضد نسيان الاستعمار"، وأيضا تأهيل "تاريخها الحقيقي الأصيل وإيجاد فرصة، في نفس الوقت للقتال ومقاومة اشكال الاستغلال والسيطرة التي تتشكل تدريجيا"، وأشار البيان ايضا إلى ان هذا البيان هو دعوة للتحضير "للجمعية العامة للهيئة العالمية ضد عقلية الاستعمار"، حيث تتمحور هذه الجمعية حول متابعة الحوار والتشاور مع المنظمات غير الحكومية وكذلك مع مثقفي وشعوب المستعمرة سابقا من طرف فرنسا، وذلك لتوسيع الاحتجاج والحصول على الاعتبار الرسمي للقوى الاستعمارية القديمة بجرائمها المرتكبة في حق الشعوب. كما ذكر البيان بالأصوات التي ارتفعت في افريقيا للتنديد بالواقع الاستعماري والارادة الموحدة، مثنيا على التزامهم. كما اعتبر البيان ان الوقت قد حان لتشكيل كتلة افرو مغاربية للدفاع عن المبدأ الذي لا يساوم، وهو وجوب اعتراف فرنسا بجرائمها واجبارها على التعويض وقفا للشرعية الدولية. كما طالب بيان جمعية 8 ماي 1945 معاملة مماثلة للتي تعامل بها الصين اليابان والصين وكوريا وتعامل بها أوربا اليهود وألمانيا، وكذا إيطاليا وليبيا. واردف البيان الذي وقّعه رئيس الجمعية خير الدين بوخريصة أنه "ستتم معاملته بحسب طبيعة الجرائم ونتائجها". كما عارض البيان التوبة التي قال عنها إنها تأتي في شكل شفهي الذي اطلقها الرئيس الفرنسي، كما عارض البيان اي اعتذار شفهي يقدم لوسائل الإعلام او تحت اي شكل آخر مثل البرلمان. واعتبر البيان ذاته أن الشعب الجزائري والمغاربي والشعوب الافريقية التي تعاني ويلات جرائم الاستعمار، لن تقبل الا بالتسوية العادلة وفق التحكيم الشرعي العالمي، كما ابدى البيان رفضه لمشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي تسوقه فرنسا والذي قال البيان بشأنه إنه يحمل في طياته مشروعا استعماريا قديما يمتد منذ زمن الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف منطقة شمال إفريقيا وتحويلها إلى محتشد ل "الحراڤة" لخدمة أهداف الذين أطلقوا المشروع.