لا تكاد تخلو مقاهي العاصمة من مشروب الزنجبيل، الذي أصبح من أكثر المشروبات طلبا من طرف الشباب والكهول، وحتى كبار السن، وهو ما جعل القهوة والشاي في المراتب الثانية والثالثة بعدما كانت سيدة الطلبات. ولعل الملفت للانتباه في هذه الظاهرة، هو الاعتقاد السائد بين الشباب خاصة، في الاستفادة من مكونات الزنجبيل الصحية، خاصة ما تعلق بفوائده من الناحية التقوية الجنسية. بدأ "مشروب الزنجبيل" مؤخرا وبشكل لافت يزاحم الشاي والقهوة في قائمة المشروبات الأكثر استهلاكا والأرخص ثمنا في المقاهي الشعبية المنتشرة بقوة في الجزائر، حيث يكفي مبلغ 15 دينارا فقط لشراء كأس حار من ذلك المشروب. ففي جولة التي قادتنا إلى بعض مقاهي العاصمة، خاصة شوارع ديدوش مراد، حسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي، لنأخذ صورة واضحة عن الموضوع، قال في هذا السياق صاحب مقهى إنه "بدأ يفكر في شراء كمية كبيرة من الزنجبيل بعدما لاحظ أن الطلب يتزايد عليه يوما بعد آخر". ولدى سؤالنا له عن سر الإقبال الكبير عليه، قال مبتسما: "أنا تاجر ولست طبيا، ولكن في حدود علمي فهو يزيد الشهوة الجنسية، ويعالج الكثير من الأمراض، والناس الذين يطلبون مشروب الزنجبيل هم من كل الفئات"، وأضاف من جهة أخرى صاحب مقهى الزهور أن سبب هذا الإقبال على الزنجبيل في الآونة الأخيرة من طرف الرجال خاصة، هو تأثير بعض القنوات العربية التي تبث برامج صحية تؤكد أن الزنجبيل مفيد جدا لصحة الإنسان، خاصة من الناحية الجنسية بالنسبة للرجل. إضافة إلى ذلك، يضيف ذات المتحدث أن سعره معقول جدا والذي لا يتجاوز 15 دج في أغلب الأحوال. "عبد الرحمن.ن"، متزوج وأب لثلاثة أبناء، يعمل معلما في الطور الابتدائي، قال: "كنت أشرب الشاي، ولكن عندما اكتشفت الزنجبيل تحوّلت إليه، وخصوصا بعدما سمعت أنه يزيد القوة الجنسية من جهة، والتخلص من بعض المشاكل الهضمية من جهة أخرى، وفي ظني يضيف نفس المتحدث أن سبب إقبال العديد من الجزائريين على الزنجبيل، خاصة منهم الشباب، هو سعره المتواضع وفوائده الصحية الكثيرة". وهو نفس الرأي الذي أبداه زميل له، وهو السيد "محمد.ص" من العاصمة الذي قال "إن الزنجبيل مهما شربنا منه، فلن يضرنا بالقدر الذي ينفعنا". * مختصون يحذّرون من خطورة الإدمان على الزنجبيل أما الدكتور محمد حمديوة، طبيب مختص في الأمراض التناسلية، فقد حذّر من خطورة الإدمان على مشروب الزنجبيل الذي يباع في المقاهي على نطاق واسع، وقال في هذا الشأن: "صحيا، الزنجبيل يستعمل في حالات محددة وفي فترات معينة، ولا يمكن تناوله كالماء، كما هو حاصل في المقاهي منذ مدة"، وأوضح حميدي قائلا: "لقد كشفت التحقيقات الطبية وجود بعض العقاقير والأعشاب بمواصفات غير صحية، وخصوصا تلك المستوردة من الصين، وأنا أتساءل إن تم إجراء تحليل لمشروب الزنجبيل في المقاهي قبل تسويقه". من جهة أخرى، قال نفس المصدر إن خلفية الإقبال الكبير على مشروب الزنجبيل لدى رواد المقاهي، هو أن الجزائري كغيره من العرب يقبل على شراء أي شيء منشط جنسيا، والجزائري بطبعه لا يحب الحديث عن مشاكله الجنسية، ولهذا تجده يبحث عن حلول غير مباشرة، ومنها برأيي الإقبال بقوة على مشروب الزنجبيل. * ... والعشابون يؤكدون أن المشروب مضر جدا بالصحة وانتقلت "الأمة العربية" إلى سوق "علي ملاح" بالعاصمة، والمعروف عنه كثرة العشابين، اقتربنا من أحدهم والمعروف لدى الجميع باسم مراد. وبمجرد طرحنا للموضوع، لم يخف عنا أن أضرار الزنجبيل الطازج والمستقدم من بعض الدول الآسيوية، كالصين، خطير جدا على الصحة، باعتبار أن المستوردين يتفادون إتلاف السلعة التي تستغرق مدة كبيرة لتصل إلى الجزائر، وهو ما يجعلهم يفضّلون تجميدها لتذاب بعد عرضها للبيع، وهو ما يجعل أضرارها اكثر من منافعها"، حيث نصح مراد المواطنين بالابتعاد عن شراب الزنجبيل الذي يباع على الطاولات دون تعبئة واقتناء المعلّب في شكل غبرة تذاب في الماء، فهو الأكثر أمنا على الصحة. أما عن أسعاره، فقال ذات المصدر إنها تختلف من نوع إلى آخر، فالطازج يتراوح سعره بين 100 و250 دج، أما المعلّب فهو بين 120 و150 دج.