كشف المخرج المسرحي "حما ملياني" في حوار خص به "الأمة العربية"، أنه يستعد للمشاركة بمسرحيتين في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف للدورة القادمة، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، تتمثل الأولى في مسرحية "حلم الأب'' وهي قصة درامية، تتكون من تسعة فصول، تروي مأساة الإنسان في واقع يسوده تفشي الفساد من الطمع في السلطة والمال وتصفية الحسابات وتوظيف الدين لقمع الفكر، ما ينتج عنه إنفجار وعصيان الثوريين ضد السلطة والقضاة المتواطئين في عدم إحقاق الحق، وبين غياب الوازع الأخلاقي تتراءى ل"حما"برؤية إخراجية فنية ضرورة توظيف شخصيات تناضل من أجل الحب والحرية دون أية أغراض، لتصطدم بتجار الإرهاب ومساعي الطغاة في القضاء على المثقفين ومنابع المعرفة للحد من الحرية وإرجاع الشعوب إلى حالتها البدائية، لتنهي حبكة العرض على وقع أمال توحد القوى المناضلة الشجاعة لتكوين جمهورية حقيقية. أما العرض الثاني الذي أخرجه فعنوانه "أسيا- إفريقيا" لمؤلفه "تيموت غو"، وترجمة حمداوي من اللغة الفرنسية إلى العربية، وهوعبارة عن مناظرة رائعة بين شخصيتين تاريخيتين، العالم العبقري صاحب كتاب المقدمة "إبن خلدون" الإفريقي والقائد المغولي "تيمورلنك"، اللذان تحاورا معا حول القيم الحربية، وبين الحكمة والحنكة البارعة والرأي المتحرر لدى العقل العربي الخلدوني، يبرز القهر والعنف الأسيوي في شخصية "تيمورلنك". وأوضح "حما" في سياق حديثه، إلى أن مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية المنظمة في البلاد تكشف عن وجود مطلب رئيسي من الجمهور للممارسة الفنية حتى لوكانت لا تعكس طموحاته، كإنشاء المكتبات ومراكز إعلامية والمدارس الفنية التي تعنى بالتعليم وتلقين مختلف الفنون الإبداعية في المدن والقرى، مشيرا لضرورة تعزيز تجربة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي المنظم بولاية باتنة، الذي استقطب الكثير من الشباب الذين أتوا من مختلف الولايات، للاستفادة من ثقافة الأجداد الأمازيغية، ما يتوجب حسبه الاعتراف بها في مرسوم رسمي كعنوان لوحدتنا وهويتنا العربية الإسلامية، ومنطلق لتحرير شعبنا من العزلة الثقافية التي تسوده مع بعضه البعض، ومن ثم حماية إرثنا الحضاري. وشدد "ملياني"، إلى أهمية وضع مشروع ثقافي للشباب، على اعتبار أن الثقافة هي المحرك الحيوي في العلاقات الاجتماعية والحاملة لحرية الفكر والأدب، أملا من تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية أن تكون مرتعا للاكتشافات والإبداعات الفنية، بحيث تعطي دفعا للتعبير الثقافي العربي والإسلامي والخروج من التهميش إلى النور.