اتهم وزير الداخلية التونسي السابق فرحات الراجحي قائد هيئة أركان الجيوش التونسية بالتحضير لإنقلاب عسكري بمعية مسؤولين في الحكومة التونسية حاليا، وفي إشارة إلى الجزائر اعتبر الراجحي أن تعيين الجنرال رشيد عمار رئيسا لأركان الجيوش التونسية (البر والبحر والجو) في منتصف الشهر الماضي، هو "إستعداد لإنقلاب عسكري سيقوم به إذا وصلت حركة النهضة للسلطة، وأنه لهذا السبب زار عمار الجزائر". وإشارة وزير خاارجية التونس السابق من خلال تصريح له عبر شريط فيديوتم بثه على شبكة التواصل الإجتماعي"فايسبوك" للجزائر محاولة تفيد بأن الجزائر سيكون لها دخل في هذا الإنقلاب، ورغم أن موقف الجزائر معروف في كل ما يتعلق بقضايا الدول الأخرى وبأنها تعمل دوما على عدم التدخل في شؤون الغير، وهوموقف ومبدأ تحترمه كل الدول، إلا أن الإتهامات الأخيرة التي بدأت يتوسع نطاقها من المجلس الانتقالي الليبي ووصولا، إلى تصريحات الراجحي، بالإضافة إلى الاتهامات المغربية التقليدية كلها تصب في أن ثمة أطراف تعمل بكل الطرق من أجل تشويه سمعة الجزائر، وتسليط الأنظار إليها ومحاولة زعزعة استقرارها، ومن غير المستغرب أن تلعب كل من فرنسا والمغرب ولومن خلف المعارضة الليبية ممثلة في مجلسها الانتقالي على هذا الوتر ومحاولة دفع أطراف تونسية للعب هذا الدور القذر أيضا من أجل إظهار الجزائر في وسط المنطقة كأنها الطرف المثير للتوتر والذي يحاول زعزعة استقرار هذه البلدان، بدافع عدم تصدير الثورة، ويفهم من اتهام الوزير وغشارته للجزائر وزيارة قائد الأركان التونسية للجزائر من أن الجزائر متخوفة من التحول الديقراطي في المنطقة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة على هذا الفهم بما أن الجزائر كانت أول البلدان في المنطقة التي فتحت المجال السياسي، ومهدت للتعددية رغم النقائص التي تشوه هذه التعددية، وإشارة الراجحي في الجزائر وزيارة قائد الأركان التونسي لها تقود إلى عدة تأويلات وتفسيرات لا تصب قطعا في مصلحة المنطقة، والحديث عن الجزائر بهذه الطريقة والإشارة لها دون حتى تقديم أي دليل على مثل هذه التصريحات الخطيرة يثير الكثير من التساؤولات حول المستفيد من هذه التصريحات، ومن يقف خلفها، لا سيما وأن اتهامات المجلس الانتقالي الليبي للجزائر بأنها تدعم العقيد الليبي وأنها نقلت مرتزقة إلى ليبيا بطائرات جزائرية خاصة سقطت كلها في الماء بعدما لم يقدم هذا المجلس الذي صار دمية في يد صناع القرار في فرنسا دليلا يثبت ادعاءاته المغرضة، وربما لهذا السبب تحولت اللعبة إلى تونس من أجل إثارة أكبر قدر من الأكاذيب حتى تصبح حقيقة، خاصة وأن آلة الإعلام تعمل بطريقة ممتازة في محاولة لإثارة الفتنة وزرع البلبلة في الدول، وربما مشكلة الجزائر أنها لا تملك وسيلة إعلامية ثقيلة يمكن أن تحد بها من الهجمات الموجهة إليها في كل مناسبة أوحتى بدونها.