أعلن وزير الداخلية التونسي الجديد، فرحات الراجحي، توقيف وزير الداخلية الأسبق رفيق بلحاج قاسم وعزل 42 من المسؤولين الأمنيين الكبار في الوزارة، غداة مداهمة مئات من المجرمين ورجال الأمن المسلحين المنشقين لمكتبه بمقر وزارة الداخلية في العاصمة تونس. كشفت وزارة الداخلية في تونس عن تواطؤ صارخ داخل الأجهزة الأمنية على أمن الدولة، بعدما شهد مكتب وزير الداخلية الجديد، فرحات الراجحي، أول أمس، مداهمة من قبل المئات من رجال الأمن المنشقين، حينما كان مجتمعا مع الفريق أول رشيد عمار قائد أركان الجيش. وقال الوزير الراجحي في تصريح صحفي: ''لولا تدخل فرق مكافحة الإرهاب لقتلونا أنا والجنرال عمار.. لقد هربنا بمعجزة''. وأوضح أن مئات من المجرمين والأمنيين المسلحين كانوا ''مخمورين وتحت تأثير المخدرات'' قاموا بمداهمة مكتبه وحاولوا الاعتداء عليه وعلى الجنرال عمار، مشيرا إلى أن مدير الأمن الذي تم عزله لهذا السبب لم يوقف أيا من المهاجمين وأنه سمح لهم جميعا بمغادرة الوزارة بعد مداهمتهم لمقرها. ولم يستبعد وزير الداخلية أن يكون هؤلاء تلقوا تعليمات من رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. حيث انتشروا أول أمس في كامل أنحاء البلاد لبث البلبلة والرعب في صفوف المواطنين، ووصف الوزير ما حدث بأنه ''مؤامرة على أمن الدولة، وهو ما دفع السلطات إلى توقيف وزير الداخلية الأسبق''. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية سلسلة تغييرات على مستوى القيادات الأمنية، حيث تم عزل 42 مسؤولا من بينهم 11 رئيس جهاز أمني، إلى جانب قبول مطالب رجال الأمن بتشكيل نقابة مؤقتة وتسوية الأوضاع المادية لهم من خلال رفع المكافآت والعلاوات وغيرها. من جانب آخر قدمت حركة النهضة الإسلامية، أمس، طلبا رسميا للحصول على الترخيص بإنشاء حزب سياسي، وضمت القائمة التأسيسية نحو 30 شخصية يتقدمهم راشد الغنوشي، واسمه الرسمي ''الخريجي''، ومن المفترض أن تدرس السلطات الرسمية هذا الطلب والبت فيه في غضون أربعة أشهر سواء بالقبول أو الرفض، ويأتي هذا الطلب بعد عودة مؤسسها راشد الغنوشي إلى تونس، يوم الأحد الماضي، منهيا 22 عاما خارج البلاد قضاها بالعاصمة البريطانية لندن. من جانبه قال بيريز الطرابلسي، رئيس الجالية اليهودية بجربة، إنه غير قادر على تأكيد وجود استهداف بالحرق لمعبد يهودي في الحامة من ولاية قابس. وأشار إلى أن عددا من سيارات أعضاء الجالية اليهودية في جربة قد تضررت، نافيا أن تكون جاليته قد استهدفت على هذا الأساس، وأشار ''إن يهود تونس يتقاسمون مصير جميع التونسيين، ونحذر ممن يريدون بث التفرقة بين اليهود والمسلمين''.