وزير الاتصالات وشؤون ما تعلق بالهواتف النقالة وغير النقالة و"التاكسيفونات" والتكنولوجيات الحديثة، صرح أن مصالحه تسعى لتكوين مليون منصب متعلق بالتكنولوجيا، لذا فإن التشاور قائم مع التكوين المهني والمصالح المختلفة من أجل هذا الغرض، معتبرا أنه بما أن وزارة السكن شرعت في إنجاز مليون سكن، فإنه من السهل إنجاز "مليون عقل"، أو كما قال مليون منصب شغل مختص في التكنولوجيا. وحكاية مسؤولينا مع الملايين تشبه كثيرا حكاية الحصة الشهيرة التي كان يقدمها جورج قرداحي على قناة "الأم بي سي" "من يربح المليون"، إلا أن المفارقة أن حصة قرداحي تنتهي في بعض الأحيان بفائز حين يصل إلى الإجابة عن كل الأسئلة، إلا أن المشاريع المليونية لدى مسؤولينا تتوقف في منتصف أو بداية المليون، لذا فلا أحد يربح المليون عندنا. والمشكلة في أصلها لا تتعلق بالملايين، بل في نظرة بعض المسؤولين إلى هذه الملايين، والتي يعتقدونها مجرد رقم يجر 6 أصفار ويمكن أن يكون لعبة وليس مشروعا، والمشكلة الأخرى أننا ما زلنا نفاخر بالمشاريع الكبيرة التي في غالب الأحيان تظل مجرد هياكل بلا معنى، فمرة مشروع القرن لأشياء ما، ومرة مشروع "أنتاع الوحايد" الأكبر في إفريقيا، رغم أن الدول المتقدمة التي نستورد منها كل شؤوننا من جواربنا إلى قبعاتنا تنجز كل تلك الأشياء وأكثر في مصانع صغيرة أحيانا لا تبدو حتى أنها مصانع، فالهند التي "يعاير" بها بعض شبابنا بعضهم حين يسخرون من أحدهم، يقولون له "عمبالك هندي"، هذا "الهندي" صار مكلفا بصناعة برمجيات الإعلام الآلي الخاصة بوكالة "نازا" والهند هي التي تنتجها من دون غيرها من الدول حتى ولو كانت في حجم اليابان التي تبدع في فن الإلكترونيك والمعلوماتية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، كما أن هذا الهندي ينتج سيارات مختلفة يتهافت عليها البعض هنا، والمعضلة الكبرى أن مسؤولينا أبدا لم يتحدثوا عن مشروع أغلى من كل الملايين اسمه "الإنسان"، لذا في كل مرة نخسر المليون، لأننا نستثمر الملايين من أجل أن نخسر الإنسان.