"تكلّم مع فتاة مثيرة" .... بهذه الكلمات غدا بعض الجزائريين يطالعون ما تُزوّد به رسائل جوّالاتهم، رسائل قصيرة تحمل مفردات تعتبر قطرة من بحر الرسائل الإباحية التي لا نحمل جرأة كافية تمكّننا من سرد ما يكتب بداخلها (...). أصبحت في الفترة الأخيرة تنهمر على هواتف الجزائريين النقالة من أرقام دولية مختلفة وفي بعض الأحيان من تدعو أفراد المجتمع من خلالها إلى الانحلال الأخلاقي وممارسة الرذيلة بمختلف أنواعها سواء رذيلة الخيال عبر المحادثة الهاتفية والسعي إلى تدمير شبابنا وفتياتنا بجعلهم يتأثرون بمثل هذه الرسائل الإباحية التي تصل إلى هواتفنا دون التفرقة بين كبير في السن وطفل صغير أو بين رجل وامرأة بالرغم من أن هذه الرسائل ما تزال تخط خطواتها الأولى في هواتف الجزائريين النقّالة بدون تمييز وفي شبكات الهاتف النقال فإنها أصبحت تشكّل مصدر خطر جديد على سلامة الأطفال والشباب من كلا الجنسين وسلوكياتهم، فالبعض منهم في فترة مراهقة وقد يضلهم الشيطان وينحرفون عن الطريق الصحيح وذلك بالاتصال على هذه الأرقام الخليعة والتي تواكب في الغالب وتحاكي ما تشيد به القنوات الإباحية الداعية للفسق. "الفسق الافتراضي" يدق رنّات هواتف الجزائريين إن المراقب لهذه الحركية نحو نشر الفسق والتفسخ الأخلاقي بين أفراد المجتمع الجزائري المحافظ وبالتحديد عبر الوسائط المتعددة والتكنولوجيات الحديثة التي تعتبر من أهم مستقطبات الشباب والشابات ومن هم في سن المراهقة، والتي تحرّكها شبكات دولية في الغالب، لديها أذرع في أماكن عديدة وبالخصوص في الوطن العربي وتخومه المجاورة، يرى أن لها أهدافا محددة من غير تعزيز الدخل المادي لشركات الاتصال المفعّلة لنشاطها بهذه الأرقام لجلب مزيد من الزبائن عندنا، قد تكون السعي لزعزعة الثوابت الدينية والأخلاقية لدى الشباب ودفعه لمساحات جديدة من فضاءات "الفسق الافتراضي" فبعد ازدهار المواقع الجنسية والإباحية التفاعلية التي تخصص مساحات للجزائريين، والقنوات الفضائية الإباحية التي توجّه رسائلها للجزائريين والعالم العربي والإسلامي وبلغتهم الأم، هاهي نفس الظاهرة بالدعوة إلى "الفسق الافتراضي" تدق رنّات هواتف الجزائريين أينما حلوا وارتحلوا. المنظومة الأخلاقية في قلب الإعصار "كريم" هو أحد الشباب الذين تفاجأوا برنّات هاتفهم على وقع رسالة "ملغمة" من طرف اسم "nana" بدل وجود رقم، وعند فتحه الرسالة تعجّب من فضاحة محتواها الذي طلب منه الاتصال على رقم لدولة أجنبية تحمل الرمز الدولي لمدغشقر. وكان هذا هو حال الشاب "فؤاد" الذي أكد لنا بأن هذه الرسائل لا تفرّق بين المتلقين فما فهدفها هو الوصول إلى رقم لجزائري وتوجيه دعوة مشينة إليه وبعبارات جنسية فاضحة بالاتصال على رقم دولي، ولا يهم المستهدف إن كان صغيرا أو كبيرا ذكرا أم أنثى. الرسائل "الملغمة" ... ولغز غياب الرقابة!! ولعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو كيف يسمح لهذه الرسائل الإباحية بالوصول إلى هواتف الجزائريين بلا رقابة؟ ولماذا لا يتم حظرها أو منعها من قبل شركات الاتصالات الناشطة بالوطن؟ إن وصول هذه الرسائل "الملغمة" إلى الهواتف النقالة في الجزائر بالذات بعد زيارتها لعديد البلدان العربية من قبل يتطلب تحقيقا فعليا حول حقيقة الأطراف الواقفة وراء ذلك وامتداداتها الداخلية الدولية إن كانت، وكيفية وصولها إلى أرقام بعض الجزائريين وسهولة اختراقها لشبكات المحمول لدينا، وهي النقطة الأكثر إلحاحا وتعقيدا في هذه الحالات، هذا بالنظر طبعا إلى خطورة الوضع والتبعات الممكنة للظاهرة في المستقبل.