أحيت، ليلة أول أمس، فرقة "سفير الطرب" بمدينة تيارت بدار الثقافة حفلا فنيا ساهرا بمناسبة ذكرى استشهاد الفنان علي معاشي والغني عن التعريف بأغنياته الشهيرة التي تردد على لسان أجيال وراء أجيال: "... يا ناس أما هو عزي الأكبر يا ناس ما هو حبي الأكبر.. لو تسألوني نفرح ونبشر وأنقول بلادي الجزائر. وأنقول بلادي الجزائر... يا بطل يا ثائر، يا شاعر الجزائر، يا من صوب سهامه في قلب المستعمر الجائر، يا من فجر بكلماته المشاعر"، غرس حب هاته الكلمات في قلوبنا هذه الكلمات الجميلة لا تموت فهي خالدة مع صاحبها، هو الفنان الشهيد علي معاشي الذي سجل بأحرف من ذهب تاريخه في سجل الخالدين عبر الكلمة التي زعزعت وزلزلت الاستعمار واللحن الجميل والطرب الأصيل متغنيا بالحب والوطن ألهب المستعمرين النار، إلى أن اغتالته يد الهمجية الخبيثة فرنسا يوم 08 جوان 1958. ولد علي معاشي بتيارت سنة 1927، شب على حب الوطن والعمل على ازدهاره وتمسكه بحريته، أحب الموسيقى والفن كونهما أداة تعبير عما يختلج بالصدر من طموحات وآمال تجاه الوطن والمجتمع فدرس هذا الميدان الفني، حيث أسس سنة 1953 فرقة مسرحية موسيقية أسماها سفير الطرب والتي كانت تحيي العديد من الحفلات في كل المناسبات نظرا لتعلقه بوطنه والتي ضمنها قيم التضحية، الحب، والتمسك بالحرية والوطن وساعده في ذلك أنه كان يملك العديد من المواهب ضمن فرقته منها الملحن، كاتب الكلمات، العازف، وغيرهم من المبدعين حتى نالت فرقته شعبية وطنية، لاسيما مع أغاني وأناشيد وطنية على غرار أنغام الجزائر التي صنعت حماسا وطنيا كبيرا آنذاك. خلال هذه المسيرة الفنية أنجز علي معاشي سجلا غنائيا معتبرا، تضمن العديد من الأغاني منها زيارة سيدي خالد، هذاك اليوم في العشية، يا شابة الهلال، وسيط الغمري، نجمة وهلال، الولف صعيب تارك وهران، رمضان يا بابور... ومقاطع أخرى سجلها بإذاعة الجزائر. كما يتميز غناء علي معاشي بالوطنية، ذلك أنه يغني بحب وشغف، واستطاع أن يثري التراث الموسيقي الجزائري بسجل أصيل أعطاه تميزا خلال سنوات الخمسينات من القرن الفارط. وعند اندلاع الثورة التحريرية وضع موسيقيو فرقة "سفير الطرب" آلاتهم الموسيقية جانبا واستبدلوها بالسلاح، منهم التحق بالخلايا العسكرية لجبهة التحرير الوطني والآخرون التحقوا بالجبال ومعظمهم فاز بالاستشهاد في سبيل الوطن. منهم علي معاشي الذي أعدم بجبن شنقا يوم 8 جوان 1958 رفقة محمد جهلان وجيلالي بن سترة في ساحة عمومية بوسط مدينة تيارت ساحة "كارنو"، حيث نكلوا بجثته ليبقى خالدا إلى الأبد شهيدا الفن والوطن فخرا وعزة لكل جزائري.