عندما يشدو سلطان الطرب تنصت إليه وتتمتّع بأدائه الراقي وتشعر بأحاسيسه الرقيقة ويذهب خيالك إلى عوالم أخرى، قد يكون هروبا من عالمك الحزين وقد يكون شوقا إلى عالم جورج وسوف الحزين أيضا ولكنّه جميل في ألمه وشفاف في تعابيره وصريح في حبّه. قدّم المطرب السوري جورج وسوف نهاية الأسبوع الماضي بالقاعة البيضوية للمركب ''محمد بوضياف''، حفلا فنيا ساهرا حضره جمهوره الوفيّ الذي انتظره منذ زيارته الأولى للجزائر منذ أربعة عشر سنة، حينما حلّ هذا الفنان ضيفا على الجزائر المجروحة، فكان حفله نقطة ضياء ونفحة أمل وحبا أكيدا لجمهور بادله الشعور الراقي إلى اللحظة. وكان استقبال جمهور ''القاعة البيضوية'' لمطربه المحبوب جورج كبيرا وتجاوبه مع أدائه المميّز أكبر، فقدّم المطرب أجمل أغانيه القديمة والجديدة، فبدأ حفله بأغنية ''حد ينسى قلبو'' وغنى ''حد ينسى قلبو، حد ينسى عمرو، من غيرك حاحبو، وأبقى تحت أمرو''، وواصل المطرب أداءه فغنى أغانيه القديمة الرائعة من بينها ''طبيب جراح، قلوب الناس أداويها، وياما جراح سهر الليل أداريها، شافوني قالوا متهني من كثر الفرح بيغني، وأنا لي بيا جراح أطباء الكون ما تشفيها''. وغنى سلطان الطرب'' أيضا رائعة ''الهوى سلطان''، ''يا عاشقين الهوى سلطان بشكي للزمن واحكي للزمن وقول للزمن، يا زمان، يا زمان، يا زمان''، وغنى كذلك رائعة أخرى بعنوان''سلف ودين''، ''ناري ولهفة قلبي، ليلي وسهري وحبي، حتى جراحي وألمي وأسفي سلف ودين، بكرى حاتدفع الثمن للدنيا والأيام، وتبيع جراحك للزمن وتقولو عاوز كام؟ وتبكي دمع العين سلف ودين''. كما غنى ''كلام الناس''، وفيها ''كلام الناس ما بيقدم ولا يؤخر، كلام الناس ملامة وغيرة مش أكثر، وليه حبيبتي بنسمعهم أنا عاشق بسمعهم، عيوني ما حد يمنعهم ولايوم اتأثر بكلام الناس''. وأطرب جورج الجمهور بأغان أخرى، مثل ''كفاية''، ''بيقولو الصبر طيّب''، ''سيرة الناس'' وغيرها، كما أدى أغاني لمطربين آخرين كأغنية للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ، فكان حفلا فنيا بأتم معنى الكلمة. وغادر جورج وسوف الجزائر بعد حفلين أحياهما بسطيف والعاصمة بتنظيم من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام ووزارة الثقافة وعبرّ فيهما عن حبه للجزائر وكان أيضا مرحا في حديثه مع الجمهور الذي كان يطالبه بأداء بعض الأغاني التي يفضلها.