ناقش أول أمس بساحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة، ثلة من الأدباء موضوع 'الأدب والإعلام'، أين تطرقوا إلى دور الصحفي العامل بالقسم الثقافي والعراقيل التي تواجهه في تقديم الخدمة المعرفية، وما للكتابة الأدبية من خصوصية تجعلها تختلف اختلافا جوهريا عن الصحافة، مسلطين الضوء في ذلك على أهمية الصحافة في خدمة الأدب من خلال تعاملاتها مع الإنتاج الأدبي. تحدث الإعلامي الجزائري "ياسين تملالي" عن الضغوطات الممارسة على الصحفي في وقتنا الراهن، والذي يحاول تحقيق التوافق بين المصالح المتناقضة للجريدة ومطالب الصديق الأديب والناشر، داعيا المسؤولين على الجرائد إلى ضرورة تكوين الصحفي المتخصص وذلك حتى يتسنى له تقديم أشياء أدبية جديدة في الصفحة الثقافية للوصول إلى درجة من الحرية. فحين، يرى الكاتب الصحفي 'بيار أبي صعب' من لبنان، أن الصحفي العامل بالقسم الثقافي يجب أن يكون كالنادل في المطعم لاسيما مع تدني المقروئية، بحيث يعتبر القارئ معلمه من خلال مواكبته للحدث وكشف المستور، مع تقديم المعرفة والمتعة في مختلف المجالات الثقافية كالمسرح، الموسيقى، الكتب وغيرها، مقترحا على الصحفي ضرورة ملء زاده المعرفي للتمكن من الممارسة اليومية للنقد الصحفي من دون عقدة دونية للمرجع الأكاديمي، وذلك في إطار تقاليد ديمقراطية تدرج الكتابة ضمن التفاعل السياسي. من جهة أخرى، اعتبر رئيس تحرير مجلة شيراز الإيرانية 'موسى بيدج' أن الصحافة تناقض الأدب، على اعتبار أن الإعلام يهتم بالأحداث اليومية المعاشة ويتابع تطورها، بينما الأدب قد يدرج ضمن الكتابة التاريخية لأنه يروي زاوية خاصة من حياتنا، موضحا من منطلق تجربته في مجلة شيراز أنها تبتعد كثيرا عن الصحافة وتقترب من الأدب كونها تنشر القصائد، القصص،، الحوارات، الدراسات وغيرها ومن ثم لا يمكن اعتبارها مجلة إعلامية لأنها لا تساير الحدث اليومي. وخلص المحاضرون، إلى أن اهتمام الصحافة بالأدب ليس انتقاصا من قيمتها، باعتبار الأدب نشاطا هاما من نشاطات الحياة الثقافية والاجتماعية للإنسان.