فشلت الجولة الثامنة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو برعاية الأممالمتحدة حول النزاع بشأن الصحراء الغربية، حيث انفضت في منهاست بولاية نيويورك دون التوصل إلى انفراج ملحوظ على الطريق إلى حل مشكلة الصحراء الغربية المستعصية. وانتهت جولة المحادثات غير الرسمية كسابقاتها دون نتائج ملموسة وحقيقية لحل مشكلة الصحراء الغربية، ولكن لابد من القول إن الطرفين أعلنا نيتهما الاستمرار في التفاوض بناء على أفكار من الأمين العام بان كي مون، والتي تبناها فيما بعد مجلس الأمن. وأكد كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام إلى الصحراء الغربية أن الطرفين ناقشا وبعمق هذه المرة قضايا وآليات تقرير المصير، إلا أن كل منهما رفض قبول اقتراح الطرف الآخر أساساً للحل. وأعلن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية أن الاجتماع غير الرسمي المقبل بين جبهة البوليزاريو والمغرب سيعقد بعد الدورة الخريفية للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر 2011. وفي ختام هذه الجولة الجديدة استمر كل طرف في النزاع "في رفض اقتراح الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المستقبلية مجددين إرادتهما على العمل سويا من أجل إيجاد حل سياسي طبقا للوائح مجلس الأمن". وأشار المبعوث الشخصي لبان كي مون إلى أن الطرفين "درسا وسائل إشراك أعضاء محترمين من مجموعة واسعة تمثل الصحراء الغربية في مرافقة مسار التفاوض الذي يجري بينهما". وأضاف روس أن الطرفين باشرا كذلك محادثات "ستعمق خلال الأشهر المقبلة حول مواضيع الحكم على غرار التعليم و البيئة و الصحة دون المساس بالوضع النهائي لاقليم" الصحراء الغربية. وخلال هذا الاجتماع غير الرسمي الثامن اطلع الطرفان كذلك على "تقرير البعثة التقنية الأخيرة وباشرا محادثات تمهيدية حول موضوع الموارد الطبيعية في إطار تفكير مقترح من قبل الاممالمتحدة". و أكد أن "جبهة البوليزاريو والمغرب قررا العمل مع الاممالمتحدة خلال الأشهر المقبلة بشان مسائل الموارد الطبعية وإزالة الألغام لتعميق المحادثات في إطار المفاوضات". وبخصوص اجراءات الثقة، صرح روس أن "الطرفين و البلدان المجاورة أكدت دعمها لتطبيق برنامج العمل لسنة 2004 والزيارات العائلية برا". وفي هذا الشأن، أوضح أن "الطرفين أكدا نيتهما في المشاركة في الملتقى الذي ستنظمه المفوضية السامية للاجئين بماديرا (البرتغال) في سبتمبر 2011 وفي اللقاء التقييمي المقبل مع مكتب المفوضية السامية للاجئين بجنيف المقرر عقده في أكتوبر 2011. من جهتهم، وفد البوليساريو فلم يخفوا ثانية ما يعتقد أنه سبب لفشل المحادثات في التوصل إلى حل سياسي، حيث أكد خطري الدوه رئيس البرلمان الصحراوي والوفد المفاوض على أن قضية تمثيل الشعب الصحراوي في المحادثات هي قضية يثيرها المغرب دائماً. من جانبه، أكد طيب فاسي فهري، رئيس الوفد ووزير الخارجية المغربي، أن حجم الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية، وكيفية إزالة الألغام من مناطق عديدة منها، وقضايا حقوق الإنسان فيها، كانت جميعها من القضايا الملحة والصعبة التي ناقشها الطرفان خلال الجولة الثامنة من المحادثات بنيويورك.