دعا سكان حي القندوز الشرقي ببلدية حاسي بحبح 50 كلم شمال عاصمة ولاية الجلفة السلطات المحلية إدراج حيهم ضمن الرزنامة الخاصة بالبرامج التنموية وذلك لفك العزلة عن الحي وإعادة الاعتبار له من جهة وتحسين ظروف ومستوى المعيشة لدى السكان من جهة أخرى. وحسب سكان الحي ومن خلال حديثهم ل "الأمة العربية" أشاروا إلى أن المشكل الأساسي الذي يؤرقهم حاليا هومشكل الإنارة العمومية التي أصبحت بمثابة هاجس الكثير منهم خاصة في ظل النقص الفادح في التزود بمصابيح الإنارة العمومية التي ترتب عنها حالات السطووالسرقة ليلا خاصة السيارات منها من قبل بعض اللصوص الذين وجدوا في الحي فريسة يكسبون من خلالها قوتهم اليومي، حيث يطالبون بالتعجيل بتزويد الحي بالإنارة العمومية وتهيئة الطرقات وتزفيتها خاصة مع انتشار الأتربة والأوحال وسط الشارع الذي تحول إلى ما يشبه المسالك الريفية الترابية، كما عبروا عن استيائهم الشديد من خلال الشكوى التي تقدموا بها للسلطات المحلية عدم وصول المياه الصالحة للشرب إلى حنفياتهم خلال هذا الشهر المبارك وهوما أثر سلبا على ظروفهم المعيشية، حيث يضطرون يوميا إلى جلب هذه المادة الحيوية كل حسب إمكانياته، وحسب ممثلي هؤلاء السكان فأكدوا لنا أنهم يعيشون في جفاف تام وهذا رغم الشكاوى العديدة التي قدموها لمختلف المصالح المعنية، حيث يتزود معظمهم عن طريق اقتناء صهاريج المياه من بعض الباعة الخواص بأسعار جد مرتفعة، تتراوح بين 700 و900 دينار للصهريج الواحد، الأمر الذي أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية، خاصة وأن العديد منهم من البطالين والفئة المعوزة، وأكدوا كذلك أنهم يجهلون مصادر مياه الصهاريج التي يستعملونها يوميا، وهوما يشكل خطرا كبيرا على صحتهم. وما زاد الطينة بلة تدهور المحيط جراء الرمي العشوائي للنفايات المنزلية التي أصبحت تشكل ديكورا للحي، وهذا من خلال الانتشار الكبير للفضلات وبقايا القمامات عبر أرجاء حيهم ليزيد ذلك من معاناتهم تكاثر الحشرات الضارة وخاصة الباعوض الذي نغص عليهم الحياة ليل نهار، من جهتهم سكان الحي اشتكوا الوضع المقرف والروائح الكريهة المنبعثة من أماكن رمي القمامات التي لا تحظى بالتنظيف على حد تعبيرهم من طرف عمال النظافة بقدر ما يقومون بحمل القمامات بطريقة شكلية لا تفي بالغرض المطلوب، وتبقى ممرات وأزقة الحي دون تهيئة حضرية، وما زاد من قلقهم هوظهور بعض الحشرات المزعجة والسامة كالناموس والعقارب والتي أودت بحياة العديد من أرواح أبناء المنطقة خلال السنوات الفارطة، ولذا وجب على الأقل إسراع السلطات المحلية على مستوى البلدية والدائرة إلى إرسال فرق النظافة وتركيب العديد من المصابيح التي من شأنها التخفيف من هواجس سكان الحي الذي زرناه ليلا للوقوف على حجم معاناة قاطنيه، ولم تتوقف مشاكل حي القندوز الشرقي عند هذا الحد، بل تعدته إلى اهتراء شبكات تصريف شبكات المياه، فقد أوضح البعض منهم أن هذه القنوات أصبحت مصدرا للروائح الكريهة مما حوّل حياتهم إلى جحيم وهم متخوفون من كارثة صحية خصوصا ونحن في فصل الصيف أين تكثر الأمراض المتنقلة عبر المياه كما يقولون وشددوا على أنهم سئموا الشكاوى المتكررة والمراسلات العديدة التي لم تجد نفعا أمام صمت السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء التنقل وإصلاح قنوات شبكة المياه التي لا تزال على حالها لحد الآن، ناهيك غياب مرافق الترفيه والتسلية وكذا المرافق الرياضية مما جعل الأطفال والشباب يحرمون من مثل هذه المرافق التي تعد ضرورية في وقتنا الحالي. وفي ظل هذه الظروف المتواصلة وأمام هذه الوضعية يناشد سكان حي القندوز الجهة الشرقية السلطات المحلية التكفل بانشغالاتهم المطروحة وإعادة تصليح شبكة المياه وتزويد الحي بالإنارة العمومية ورفع الغبن عن العديد من العائلات وهذا بتسطير برامج تنموية لحيهم تريحهم من عناء الظروف الصعبة التي يعانون منها خاصة مع قرب فصل الشتاء.